كتابات

اسراء الريس تكتب: اليوم العالمي للكتاب: احتفاءٌ بالكلمة 

سودان ستار

اليوم العالمي للكتاب: احتفاء بالكلمة

 

في الثالث والعشرين من أبريل من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وهو مناسبة لتكريم الكلمة المكتوبة والاحتفاء بالمؤلفين الذين شكّلوا بخيالهم وتجاربهم وجدان الإنسانية، وساهموا في بناء الجسور بين الثقافات وتوسيع آفاق الفهم والمعرفة.

ليس الكتاب مجرد صفحاتٍ مجلدة، بل هو نافذة على العالم، ومرآة للذات، ووسيلة للحوار مع الزمن، سواء أكان ذلك عبر رواية تأخذنا إلى مدنٍ بعيدة، أو كتاب فلسفة يدفعنا للتأمل، أو ديوان شعر يلامس أعماق الروح. منذ فجر التاريخ، كان الكتاب أداة مقاومة ضد الجهل، ووسيلة لتحرير الإنسان من أسر اللحظة العابرة.

وقد اختارت اليونسكو هذا التاريخ تحديدًا لأنه يصادف ذكرى رحيل كبار الأدباء مثل وليم شكسبير وميغيل دي ثيربانتس، وكأنه إعلانٌ بأن للكلمة عمرًا يتجاوز حدود الجسد، وبأن النصوص الخالدة تُكتب لحياةٍ طويلة بعد أصحابها.

قال بورخيس ذات مرة: “من بين أدوات الإنسان، الكتاب هو الأعجب، فكل البقية امتدادات للجسد، أما الكتاب فهو امتداد للخيال والذاكرة.”

وقال الجاحظ منذ قرون: “الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملّك، والمستمع الذي لا يستثقلك.”

وفي روايته الشهيرة، كتب مارسيل بروست: “بعض الكتب تشبه المفتاح السحري الذي يفتح أبواب أرواحنا.”

أما فرانز كافكا فقال: “يجب أن يكون الكتاب هو الفأس التي تكسر البحر المتجمد في دواخلنا.”

في زمنٍ تتسارع فيه الصور وتتناقص فيه اللحظات الصامتة، يظل الكتاب ملاذًا للهدوء، واستثمارًا عميقًا في الذات. ليس غريبًا أن يُقال إن القراءة فعلُ حبّ، لأنها تتطلب التفرغ، والانتباه، والإنصات، وكلها ممارسات نادرة في عالمٍ مضطرب.

 

هذا اليوم فرصة، لنجعل من القراءة طقسًا يوميًا، ومن دعم الكتّاب عادةً ثقافية، ومن المكتبات فضاءً للدهشة. ولنتذكر أن كل كتاب نقرأه هو حوارٌ جديد مع أنفسنا ومع العالم.

كل عامٍ والكلمة بخير، وكل عامٍ والكتاب صديق لا يخون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى