
تابعتُ بشغف حرب إيران وإسرائيل، وتابعتُ الأخبار العاجلة أولًا بأول والمحللين، وكنتُ أتوقعها حربًا ضروسًا لا نهاية لها إلا بمسح إسرائيل من الوجود، ولكن بدون مقدمات أعلن رئيس العالم ترامب أن الحرب بين إيران وإسرائيل قد انتهت!!!
أي والله، قالها هكذا وبكل بساطة، وكأنه يدير مباراة كرة قدم بين فريقين من الناشئين في قرية نائية!!
بالفعل، توقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وعلى حسب متابعتي، سارع الطرفان إلى تداول سردية النصر والتأكيد على بلوغ أهداف المواجهة، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحرب مكنتنا من إزالة تهديد وجودي فوري والاستعداد للرد بقوة على أي خرق لوقف إطلاق النار، في المقابل شدد الرئيس الإيراني مسعود على فشل إسرائيل في تحقيق أهداف عدوانها، وعجزها مع داعميها عن إثارة استياء الشعب الإيراني، مبدِيًا استعداد طهران للحوار والدفاع عن حقوق الشعب الإيراني على طاولة المفاوضات!!!
سؤال بريء وليس بخبث: هل ينطبق وصف النصر والهزيمة على الوضع الذي انتهت إليه المواجهة؟؟؟!!!
سؤال ثانٍ:
هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار؟؟!!
في نظري، إذا تجددت المواجهات، فهذه المرة، الذي لم نشاهده في الكيان، أن إيران هي التي سوف تسحق إسرائيل وتنتصر عليها بشرط عدم تدخل أمريكا، لأن جيش إيران أكبر بكثير وأكثر تقدمًا من جيش إسرائيل، ومع ذلك لم يشارك في الحرب حتى الآن. ثم إن سكان إيران يبلغ عددهم حوالي 90 مليونًا، ومساحتها (1,648,000 كيلومتر مربع)، وهؤلاء الإيرانيون سيصمدون ويقاومون، في المقابل سكان إسرائيل أقل من 10 ملايين نسمة فقط، في منطقة صغيرة جدًا، وقد غادرها معظمهم لأنهم لا ينتمون إلى تلك الأرض!!!!!
تابعتُ كثيرًا من المحللين الذين قللوا من صواريخ إيران، وهذا – لعلمي – لأسباب دعائية بالتأكيد.
قرأتُ في موقع يهتم بالترسانات الحربية، فعلمتُ أن إيران تمتلك أكبر ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط، وصواريخها الجديدة مُرعبة، ومنها صواريخ “الفاتح” وسرعتها 15 ماخ (أي 11400 ميل في الساعة)، ويمكنها المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي، ولديهم صاروخ “خيبر”، وهو الأكثر إثارة للخوف، رأسه الحربي يزن 1500 كيلوغرام (ضخم للغاية)، ويبلغ مداه 2000 كيلومتر. ناهيك عن فشل القبة الحديدية التي باتت عديمة الفائدة، فقد صُممت القبة لصواريخ حماس المُصنّعة في الورش، وليس للصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت.
لو سُئلتُ عن الخاسر من حرب الأسبوعين إلا قليلًا، أقول وبكل جرأة: الخاسر في الحرب هم الذين رأيناهم عبر مقاطع الفيديو وهم يصرخون ويطلبون النجدة.
الحق يُقال:
تعرضت إسرائيل لأول مرة إلى هزّات نفسية وخسائر بأرقام غير مسبوقة، وانشقاقات سياسية في صفوف معظم تنظيماتهم الداخلية، حيث الكل يلعن الكل، والكل يشتم الكل، وحتى “نتنياهو” لم يسلم، بل لعنوه وشتموه وعلى عينك يا تاجر.
لفت انتباهي أن جماهير إيران، كلها بما فيها المعارضة، أبدت تضامنها مع قيادتها والتفافها حولها، على عكس الإسرائيليين الذين حزموا أغراضهم، وحملوا أمتعتهم، وغادروا على متن اليخوت والقوارب المتوجهة إلى قبرص وغيرها (هروب جماعي)، وإذا عُرف السبب بطل العجب!!!
سيظل سؤالي المتكرر أطرحه باستمرار على الرئيس الأمريكي:
هل الذي لا يمتلك الأرض ولا ينتمي إليها سينتصر في الحروب والمعارك؟؟؟؟؟؟؟!!!