
الانعكاس النفسي (Gaslighting) والتلاعب العاطفي هما من أكثر أنماط الإيذاء النفسي شيوعًا، ويهدفان إلى السيطرة على الضحية من خلال زعزعة إدراكها للواقع أو استغلال مشاعرها. الانعكاس النفسي هو شكل من أشكال التلاعب يقوم فيه الشخص المسيء بتشويش وعي الضحية، وجعلها تشك في ذاكرتها أو إدراكها أو حتى سلامتها العقلية. ويُمارس هذا النمط عن طريق إنكار وقائع حدثت بالفعل، والتقليل من المشاعر، والتشكيك في القدرة على التذكر، وتغيير الروايات بشكل متكرر لإرباك الضحية.
أما التلاعب العاطفي، فهو أسلوب يهدف إلى التحكم بالضحية من خلال استغلال نقاط ضعفها العاطفية. يقوم الشخص المسيء باستخدام الابتزاز العاطفي، ولعب دور الضحية، والصمت العقابي، والتقليل من شأن ردود أفعال الطرف الآخر. وغالبًا ما تُشعر هذه الأساليب الضحية بالذنب أو التقصير، وتؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، والاعتماد العاطفي على المسيء، والتردد في اتخاذ القرارات.
تشمل أبرز العبارات المستخدمة في هذه الأنماط: “أنت تتخيل”، “دا ما حصل أصلاً”، “لو بتحبني كنت عملت كدا”، “أنت حساس جدًا”، “أنا مظلوم دائمًا”، وغيرها من العبارات التي تهدف إلى التشكيك أو الإضعاف النفسي.
من الآثار الشائعة لهذه السلوكيات: القلق، الحيرة، فقدان الثقة بالنفس، انخفاض تقدير الذات، الشعور بالذنب، والاعتماد النفسي على الطرف المؤذي. وللخروج من هذه الدائرة، ينصح الخبراء بالوعي بطبيعة هذه الأنماط، ووضع حدود واضحة في العلاقات، وطلب الدعم النفسي المختص عند الحاجة، بالإضافة إلى تقوية الثقة بالنفس والتعبير عن الاحتياجات بشكل مباشر.