منوعات

عمر ترتوري يكتب: أبكي لأني أب

سودان ستار

 

 

دموعي قريبه جدا ودائما أبكي عندما أكون لوحدي ومعروف إن الدموع تدل على مدى حساسية ورهافة حس الإنسان الذي يعتبر من أكثر الكائنات الحية بكاءً ، وذلك لارتباط مشاعره بالعقل وبأبعاد فكرية معينة، خاصة مع أولئك الذين تدمع عيونهم في لحظات اللقاء ولحظات الوداع وعند الشعور بالفرح أو بالحزن ، لكن بالمقابل دموع الرجال على حسب علمي أنها عزيزة وأبية ، وكم يضنون بها ويكابرون حتى في أعتى مواقف الحزن ، كي لا تتساقط تلك الدموع الغالية ، ويراها الغير ، فتزول الهيبة ، وكأن الدموع هي مقياسها.

اقول لهؤلاء هيبة الرجل وشموخه محفوظة حتى ولو دموعه هطلت كالمطر على خديه وبللت جسمه لأن الدموع تأتي في مواقف الحزن وفقد الأحبة ، ومرض الأبناء ودموع الرجل الذي لم يكابر ويقاوم الدموع و يتركها تنساب ندية أبية، لتعبر عما يعتريه من هموم وأحزان، وتنطق بإنسانيته وأحاسيسه المرهفة فهو أنسان مرهف بمعنى الكلمة .

انا لا أبخل بالدموع ولا أقاومها لأن الدموع نقية، تغسل أحزاني وتطهر قلبي، وتخفف لوعتي حتى وإن كنت على انفراد ولا تراها الأعين .

دموع المظلومين هي في أعينهم دموع، ولكنها في يد الله صواعِق يضرب بها الظالم.

كثير من الرجال يبكون ولكن في العتمات ، وعلى الوسائد .

دموعي لا تفارقني بسبب مرض إحدي بناتي وهي بعيدة عني بسبب هذه الحرب الملعونه التي فرقت الحبايب والأهل والصاحب والولد ، ولوكانت بالقرب مني لبكيت لكن بعد ان تدير ظهرها حتى لا تراني عيونها التي تستمد قوتها للشفاء من قوة أبيها .

اللهم اشفي مرضانا يا رب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى