
يا سُطوةَ المدائنِ والطُّيور
أسهو إزاءكِ افتقادًا
مأخوذًا بذاك الحنينِ الهادئ،
ذاك الذي ورّطني بكِ
ممتلئًا حدَّ الخطيئة
يا أريجَ الزهر،
تباركَ وجهُكِ
أعرفُ أن في جبينكِ
تتبخّرُ مدائني،
مدائنُ الخساراتِ الكبرى
ويومًا، أنتِ
تختصرينَ المسافاتِ بيننا
تذكّري كم اقتسمتُ، إيثارًا
مع الحزانى ابتسامتَكِ
لِمَ تتزهّدينَ في الحُبِّ؟
هذه النُّطفةُ لن تكتملَ إلا بكِ
لِمَ تُلوّحينَ بالوداع؟
وكلُّ هذه الأحاسيس
تتلاقى، منتشيًا، عندكِ
اغمريني كلّي بكِ
كما الصالحينَ المغمورينَ
ببركاتِ الله
يومًا باغتتني نفاحتُكِ
وسقطتُ سَلَفًا،
لأنّ خيرَ البِرِّ عاجِلُه
وحّديني بكِ،
منذ متى أنا لستُ أنتِ؟
ولو لبرهةٍ، دعيني أتسرْبلكِ
لتعرفي مدى جلال
هذا الكيانِ معكِ،
ولتدركي أنّني المعنى
حين تهبُّ رياحينُ ضياعِكِ
وأنني الحاضرُ في غيابكِ
اهديني عينيكِ المُدهشتين
اهديني قلبكِ
وحفِّني بالشوقِ إلى الريح،
علَّ الريحَ يُرتّلُ صوتكِ الرّحيم
خِلسةً في قلبي
يا حكمةً مستحيلة
يا قُدرتي في الاشتهاء
“ثمةَ حاضرٌ مشهودٌ
سيجمعُنا يومًا” /
قالتها لي عرّافةٌ ما،
وأنا لا أزالُ يافعًا
أخلقُ ابتهالاتي إزاءكِ،
لعلّي أُلاءمُ قلبكِ النقي
في خضمِّ
الاستحالاتِ الباذخة
وتحتَ سطوةِ الكمنجة
التي تعزفُ ضحكاتِكِ
يا راقصةً على أنغامِ الجمال
وفي فواهي النكاية
اقذِفيني
في سلالاتٍ وافدةٍ إليكِ،
وامنحي صدَّكِ للجميعِ سواي
تبارك وجهُكِ،
هذي العيونُ غارقةٌ
في نكهتكِ الروحانية
انضحي بندى جمالكِ
في هذي المواقيت،
مواقيتِ الجفافاتِ الباذخة،
تدرينَ أنّكِ الاخضرارُ الوحيد
وسطَ هذا اليباس
أريجُ وجهِكِ… يا إلهي قتلَني
أتأرجحُ في سقفِ الخطيئة،
يأخذني الخساراتُ إليكِ،
يهمسُ لي طيفُكِ
كلُّ السيناريوهات، مُمكنة
أتمسّكُ شديدًا بخرافةِ العرّافة،
وأصفُ كلَّ الذي داخلي لكِ
أيُّ أملٍ يسكنُ هذا الرجلَ
الذي يتداعى في أهدابِكِ؟