هذه الحرب جريمة في حق الوطن والمواطن وهي حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم منذ ميلاد الدولة السودانية ، هي ليست مباراة ننتظر الفائز فيها كي نتوجه بطلا ، بل هي جريمة تستوجب مساءلة جميع الاطراف الضالعة فيها ، كما تستوجب التفكير العميق في الاسباب التي جعلت السودانيين يقتلون بعضهم البعض بهذه الكثافة ويدمرون بلادهم بهذا الشكل!
صحافة قمبرة الشعب السوداني تطالب المواطن ان يرقص فرحا لانه عاد الى بيته المنهوب او المحطم في مدينته المظلمة التي تكسوها الانقاض والمتفجرات والموت المدفون في شكل الغام والى الحميات والامراض في ظل انعدام الدواء ، المواطن العاقل هو من يسأل لماذا حدث كل هذا؟ صحافة القمبرة ستقول له السبب هو الجنجويد ، حسنا وما هو سبب وجود الجنجويد ؟ من المسؤول عن صناعة جيش موازي؟ ولماذا ادفع كمواطن الثمن مرتين، مرة يقسمون من لقمتي وجرعة دوائي للصرف على بناء مليشيات لتحرسهم ثم ادفع ثمن الحرب التي يشعلونها للتخلص من المليشيات التي خرجت عن طوعهم وبعد ان ادفع كل هذه الاثمان من دمي ومالي يطالبونني ان ارقص فرحا بجسدي الذي نهشته الحميات واكله البعوض والذباب!!
افرح بماذا؟ بعودتهم الى السلطة محمولين على ظهر مليشيات جديدة حاربت لهم المليشيات القديمة!
افرح وارقص وانتظر الحرب القادمة بعد ان تتمرد المليشيات الجديدة!!
لا لقمبرة الشعب السوداني!
الابطال الحقيقيون والشرفاء الحقيقيون هم من قالوا لا للحرب!
هم من كانوا يسعون لنزع الالغام التي زرعها النظام الكيزاني الاجرامي بصورة آمنة ، ممثلة في عملية جادة للاصلاح الامني والعسكري تقود بشكل متدرج الى جيش مهني قومي واحد!
كان يحق للسودانيين ان يفرحوا لو نجحوا في نزع الالغام الوطنية بطريقة حكيمة وامنة!!
ولكن هل يفرح عاقل بان تفجير الالغام تم باجساد عشرات الالاف من الشباب السوداني والنساء والاطفال السودانيين والمنشآت السودانية! انها خيبة وطنية كبرى تستوجب مساءلة من تسبب فيها بصرامة !!













