
أبدأ بحديث ود بادي العكودابي القريرابي :
ماليين الكأس من دم الخلق
الشربت عرق الفأس
يا الشرف البدري إنداس
والبلد الظالم شالكم فوق الرأس
أدواركم طعنت كبد السحب البكايات
وقار الليل سالباهُ كهارب الهجعة الضوايات
قايمين الليل الكأس مليان !!قبل أيام قلائل شاهدت مقطع فيديو يقطع المصارين ، أبكاني وأحزنني فهو لطفل سودانى يفتش بين أكوام القمامة عن فتات رغيف خبز ليسد رمقه من الجوع الكافر لأن الجوع بئس الضجيع فحذفته فورا وحتى ولو نشرته أعلم علم اليقين أن التماسيح الكبيرة تبلد حسها الإنساني ، والتماسيح الكبيرة أقصد التى فرت باموالها واولادها الى النعيم في تركيا وماليزيا و حتى دبي ، ومن قصورهم العالية و نعيمهم ظلوا يصيحون بل بس !!
الشعب السودانى بأجمعه ضد المليشيا الجنجويدية ، لأن هذه الميليشيا اصبحت عصابة من قطاع الطرق ليس إلا، ميليشيا لا توجد لديها أجندة سياسية خاصة بها ، وللأسف أجندتها تعتمد على القتل والترويع والإرهاب وسرقة مقدرات الشعب المغلوب على أمره ولكن بعون الله ينتصر الشعب ويعم الأمن والأمان ساعتها لا مكان للذين هربوا للخارج من الساسة الذين اشعلوا الحرب و أولادهم يدرسون في ارقى الجامعات في تركيا وماليزيا ورواندا واوروبا وامريكا ، ينتظرون نهاية الحرب والمصيبة مستعدون للحكم و اللغفى واللهطى ولا بأس من ان يتراقصوا على انغام ومدائح في حفلات تخريج اولادهم في الفنادق والصالات الفخيمة ونعلم أن هذا هو سهمهم في الجهاد .
نلفت أنتبهاه هؤلاء أن الدولة قد دُمِّرت بمؤسساتها ، وشُرِّد الملايين في الداخل والخارج، وأصبح أكثر من 80٪ من المواطنين تحت خط الفقر.نعم لقد ثبت بالملموس أن المستفيد من استمرار هذه الحرب هم تجار الحروب بكل أطيافهم الذين لا يريدون نهاية لها لان في نهايتها نهاية لمصالحهم الشخصية .
أعود للحرب الملعونة واقول :
تجّار الحروب ليسوا هم فقط من يصبون الزيت على النار لازدياد أوار الحرب، وليس هم فقط تجّار الأسلحة الذين يسعون كالخفافيش لإيغار الصدور لبيع المزيد من السلاح، بل إنهم أخطر من هؤلاء وأولئك، أنهم بالضبط من يمارسون الاحتكار بهدوء مطلق كلما شموا كالذئاب رياح القلاقل والكوارث والمصائب والأزمات أو هم في الأساس من يعتاشون على الأزمات ويفرحون بها!!
نحن شعب أبي نبيل تعود أن يشدّ بعضه بعضاً في الأزمات وليس أدل على ذلك المغتربين وأقولها بصوت عالى انه لولا وجود هؤلاء المغتربين السودانين في مشارق الأرض ومغاربها وما يبذلونه من غال ونفيس من أجل ذويهم ومجتمعاتهم والذين أصبح حالهم يغني عن سؤالهم فلا ندري كيف كان سيكون الحال لولا وجود المغترب الذي أصبح اليوم هو الركازة و السند الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى.
الحق يقال :
لقد اقتطع هؤلاء المغتربون من قوت عيالهم واحتياجاتهم اليومية ليسدوا رمق من يعانون في الوطن ويلبون عون المحتاجين ، لم تقتصر مساعدتهم على التزاماتهم الأسرية فقط بل كانوا في المقدمة عندما نادتهم النفرات الجماعية والمساهمات المجتمعية. دعموا “تكايا” الأحياء وأرسلوا الأدوية والمواد التموينية لأهاليهم وساهموا في سد ثغرات الحاجة لكل صاحب حاجة. عندما احتاجهم الوطن لبوا النداء بكل ما استطاعوا رغم بعد المسافات وضيق الحال فنقول شكرا لكم أما سكان القصر العالى فنقول لهم :
خزائن الأرض … ونعيم الدنيا الذائل
كلو معاكم وما كفاكم
حتى القرش إن فاتكم للبستاهلو
تندموا ليش ما جاكم٠
المَلَك النازل فجراوي
وشايل أرزاق الخلق
الرقدوا رقاد
إنتوا تختفوا اللقمة الحفت من
جنحين المَلَك الرفت
وسيدا يموت بالفاق
العين إن زاغت شن بملاها خلاف مولاها .