
رغم الحرب وعدم الأمن السودانيون يحجون
جعل الله رب العز والجلال، الأيام والشهور، محطاً للآجال، ومقادير للأعمال، وجعل منها وفيها، مواسم للخيرات، وأزْمِنة للطاعات، وفاضل بينها، وجعل لكلٍ منها جزاءاً وثوابا، تزدادُ فيها الحسنات، وتكفّر فيها السيّئات، ومن تلك المواسم والأزمنة، يومُ عَرَفَة، فياله من يومٍ عظيمٍ وفضيل، تُقالُ فيه العَثَرَات، وتُجاب فيه الدّعوات، ويُعتق الله فيه أكثر عباده من النّار، وفيه يباهي الله جلّ وعلا الملائكة بأهل عرفات،،
يوم عرفة يوم عظيم والفرق بينه وبين ليلة القدر هو أن الملائكه تنزل إلى الأرض في ليلة القدر . تنزل الملائكة والروح فيها .. والروح هو جبريل عليه السلام.
أما في يوم عرفه فينزل الله جل جلاله نزول يليق بجلاله ويقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي . جاءوني يطلبون رحمتي ومغفرتي أشهدكم أني قد غفرت لهم ..
لذلك بقلوب يملؤها الشوق وأرواح تواقة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، تدفقت قوافل حجاج السودان من أطراف البلاد المترامية، متجاوزين مشاق السفر ومآسي الحرب والسلب والنهب وعدم الأمن والأمان، مرددين التلبية والتكبير، وعيونهم تفيض بالدمع، وألسنتهم تلهج بذكر الله، وهذه لعلمي تمثل صورة نادرة للإصرار على العبادة وسط محنة وطن متشرزم وكله حروبات ومسيرات لا تعرف الصديق من العدو و أزمات سياسية وإنسانية ورغم كل هذا وذاك لم يثن الحجاج ما تمر به مناطقهم من نزاعات عن تحقيق حلم الوقوف بعرفات وأتمنى من جميع الحجاج السودانيين أن يدعوا دعاءاً صادقاً بأن تنعم البلاد بالسلام والطمأنينة والأمن والأمان .
حقيقة هؤلاء دعوتهم مقبولة لأنهم تحدوا الصعاب حرب وغلاء وعدم أمن وأمان لذلك ما أجمل وأروع فرحتهم وهم يؤدون مناسك الحج وخاصة عندما يقفون على صعيد جبل عرفات، وهم يلبون ويبتهلون إلى الله “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك”.
إنها كلمات رائعة وعظيمة تغمر القلوب، وتملأ النفوس سلاماً وإيمانا ورجاءً إلى الخالق العظيم بأن يعتق الرقاب من النار، وأن يمنح الحجيج العفو ودخول الجنة بسلام وأمان..
قبل الختام /
هنيئاً لكم أيها الحجاج السودانيون بهذا الأجر العظيم، والفضل الكبير، فاحفظوا جوارحكم عن كل ما حرّم الله، وابتعدوا عن كل ما نهى عنه، وأكثروا فيه من الدّعاء والتكبير والتهليل والتسبيح، والدعاء للسودان أن يفرج الهم ويزيل الكرب وينعم علينا بالأمن والأمان .
ختاماً /
أختم ببعض من قصيدة للمادح حاج الماحي الكبير :
فوق مطايا أسرى الليل لحجايا
العاجزين العرايا
عدمانين السعايه
قول ببركه حجايا
وصارت ناسا غنايا
تلك الحين للغلايا
لز الغيث السمايا
انت الساس والبنايا
انت الظل والغطايا
انت صباحي و مسايا
دافع الشر والبلايا
وللاسلام باقى تايا
جاب الماحي النهايا
عبدا فاعل الخطايا
جيت واقع بالمعايا
بى والدى وجنايا
الصلوات آيه آيه
عدد ريح الصيف والشتايا
عدد الحب والنوايا ..