
للهدية وقعٌ لذيذٌ يحمل في معناه فرحًا يسكن كيان المرء من دون استئذان. ومن منا لا يحب تلقي الهدايا، وخصوصًا إن كانت من أغلى وأثمن العطور الفرنسية؟!
أنا بطبعي أحب العطور جدًا، وذلك منذ أن كنت طالبًا في الصف السادس الابتدائي، وحتى هذه اللحظة لا أتعطر إلا من عطور الشركات الكبرى في السعودية مثل: عبد الصمد القرشي، درعة للعطور، والدخيل للعود، وهذه – لعلمي – تقدم مجموعة متنوعة من العطور العالمية.
للعطور تأثير كبير على صحتي النفسية، حيث يمكن أن تثير المشاعر والذكريات، وتعزز مزاجي. فبمجرد أن أتعطر بعطر كوكو شانيل الذي يأتيني بنفحات عجيبة، أحس أنني أمير من الأمراء، لأن مزاجي ينتقل من الصفر إلى الأعالي، وحتى الاكتئاب يخف رغم الحرب والأسى.
عندما كنت طالبًا في الثانوية، ترقّيت وبدأت أتعطر بعطر بترا القديم، وكانت رائحته مميزة. أما في بداية اغترابي، بحثت عن أجمل العطور المميزة، فلم أجد أجمل ولا أفضل من عطر كلوي لاف ستوري (ويكتب بالإنجليزية: Chloé Love Story). ومن العطور الجميلة المفضلة لدي أيضًا: عطر ليدي سويتي من درعة، وهو عطر غالي الثمن.
كذلك يعجبني عطر لينك أسود الرجالي من درعة، وهو عطر قديم جالس على عرش العطور، لأنه مميز ومعروف بجمال رائحته الذكية التي تناسب كل الأذواق.
قبل العيد بيومين، وصلتني أجمل هدية من صديق عزيز بالرياض، العاصمة السعودية. وهو لا يريد أن أذكر اسمه. كانت الهدية عبارة عن عطرين من شركة درعة بثمن باهظ، وهما:
عطر فورتكس 95 مل، وعطر جنجل الشرقي، المفعم برائحة الزهور. أشكره جدًا، لأنه يعلم أنني مغرم بالعطور، ولا أتعطر إلا بما غلا ثمنه وذهبت رائحته شذاً.
وللمعلومية، العطور من الهدايا الممتازة التي تناسب الجميع، حيث إنها تعبّر عن التقدير والاهتمام، وتُعتبر خيارًا رائعًا لإضفاء لمسة من الفخامة والرقي.
العطور من أرقى الهدايا التي يمكن إهداؤها، فهي تشكل جانبًا ذوقيًا. إذ إن حرصك على اختيار عطر بناءً على اهتمامات المتلقي هو نوع من الجهد الذي تبذله أثناء وضع اللمسات الأخيرة على الهدية. وهذا يُظهر مدى اهتمامك بهم ومدى تميزهم لديك.
هدايا العطور تبقى راسخة في الذاكرة، على عكس قطعة الديكور أو إكسسوار الموضة الذي يفقد سحره بعد مرور بعض الوقت، فإن هدايا العطور المميزة تعطي نتائج طويلة الأمد، حيث ترسم ذكريات جميلة تبقى محفورة في الذاكرة.
هدايا العطور سنة نبوية
كان النبي محمد ﷺ يحب الطيب والتهادي، فقد روى الألباني قول الرسول: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا». ثم جمع رسول الله بين السنتين الجميلتين في سنة ثالثة، وهي سنة إهداء العطر. فقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه: أنه كان لا يرد الطيب، وهو العطر.
ختامًا:
عطرك الفوّاح للنفوس مسكن يا زهرة السوسن…
الشيخ سيرو،
تلاتة قدور محلبية وتلاتة قدور سرتية
وتلاتة قدور ريحة نية
الشيخ سيرو
وأيضًا:
جاني طيبك لو مر نسيمك علي ألف ميل
يخلي العالم طربًا يميل
وأخيرًا:
كيف تنسى لهفة قلبي ليك؟
تنسى الحنان الكان لديك؟
لو مرّ اسمك في البعيد شايلو الصدى
بلل النسايم الحلوة بي قطر الندى
تلقاني واقف مرتعش، ضارع إليك…
أرجوك: تقبل هديتي ليك.