
لم تقطعوا في حياتي هذه
شارعاً واحداً
ولا رصيفاً ممتدًّا
لم تتسلقوا شجرةً
ولا عمود إنارةٍ
ولا موتاً.
فلماذا تسجنون النوافذ؟
لماذا تصلبون الأبواب
قبل أن يعلن البيت تهدُّمه؟
لماذا تحملون جُثث الموتى
والقلبُ خلف الجلد، خلف العظم
يضيءُ كالفرص الأخيرة؟
لماذا تنتِفون ريش الوقت
تُقدمون الموت خطوةً،
تدوسون على ظل الحياة.
وأنا.. أنا لم أستيقظ بعد
لم أتناول فطوري
وكعادتي لم أشتم الشمس
التي تُذكرني بالحياة المُضجرة
وتضيءُ على سكاكين الألم
في خاصرتي.
حياتي هذه،
منذ ولدت وأنا أشاهد ظلالكم
فوق جدرانها.
حياتي هذه،
كل من جاء يُقيم بصوته
في مئذنتها.
لا تنزلوا الحبال عن السقف،
لا تكسروا الموت في المرايا
وبقايا دمي -في سكاكين
تُنبئني دوماً
بجسدٍ مستلقٍ فوق الكنبة
ويده متدلية
ودمعٌ أحمرٌ يسيل من معصمها-
لا تنظفوها.
دعوا كل شيءٍ على حاله:
الموتَ وهو يدندن أغنيةً في الشرفة
الوقتَ يمسد فوق قطتي الميتة
الصمتَ وهو يكشّـط كلاماَ قديماً
علق بالجدران،
والظِّلَ الذي يختبئ تحت الكنبة
وينغمس في البلاط
كلما جاءتِ الشَّمس
أو اتَّقد الضوءُ في المكان.
هذه حياتي:
ثيابٌ مهترئة على جسد متشرد
صفعةٌ معلَّمة في خد طفل
شاهدةٌ بيضاء
انتهى الحبر قبل أن
يكمل الحفَّار كلمته الأخيرة؛
ش…