
الندوة
الايادي المغلولة الى الاعناق لا تمثل مشانق لتلك الافكار التي يمور بها عقلي.
الفكرة لابد لها ان تولد …
هي لا تستطيع المكوث بالداخل والا قتلت صاحبها .
كل ذلك افكر فيه وانا في طريقي الى مكان الندوة المنعقدة في وسط المدينة .
تلك الندوة التي طال انتظاري لها سنينا عددا …
اليوم ستتحقق امنيتي وسألتقي الشيخ الذي طال شوقي له.
وصلت المكان اخيراً،
كراسي مصفوفة بعناية مكسوة باللون الابيض…
فكرت قليلا، ربما هو لون الحرية … ربما هو لون الانعتاق اخيرا من العبودية… ربما…ربما….
مالفت انتباهي انها كانت قليلة !
هي حتما لن تتسع لمريدي الشيخ ومحبيه …
هم كثر انا اعرفهم …
اعرفهم بسيمائهم التي على وجوههم … صحيح انا لم احدث فيهم احدا ولكنني اعرفهم …
هرولت مسرعةً نحو المدخل ..
اوراقي بيدي وقلم.
ثم كاميرا صغيرة لاخذ الصور التذكارية ..
لحظاتي مع الانعتاق لابد من توثيقها ..
سألتقط الصور ..
من كل الجهات ..ساصور الوجوه الفرحة وربما الارواح النقية …
الروح تتمثل في الوجه لحظات الصفاء وتتجسد.
يمكنك ان ترى روح احدهم بسهولة اذا قاربت درجة صفائه.
عند الباب اعترضني احدهم !
الى اين ؟
انا ذاهبة الى دار الندوة …اتيت من مكان بعيد عندما سمعت البشارة .
ولكن للدخول رسمه ياهذه ، فهل دفعتي ماعليك ؟
قلت وكم الرسوم ؟ انا احمل القليل من المال ولكني ساجود به ليس لدي اعتراض.
ضحك بصوت عالٍ وقال : ولكننا لا نحتاج المال .
وماذا تحتاجون اذا ؟
رد قائلا : اريد تلك الاوراق والقلم وكذلك الكاميرا لانحتاج الى شهود هنا.
قلت : شهود على ماذا ؟
دعكِ من الكلام الكثير هاتي ماتحملين .
اعطيته اغراضي ثمنا للدخول …
ثم دخلت …
ولكن ما ان تعديت الحد الفاصل حتى رأيت ما هالني والجمني وأخافني …
رأيت مجموعة من العقول تتدلى من سقف الخيمة في مشانق مخيفة وهي تتارجح في الهواء لا تستطيع الثبات ولا الاستقرار ….
وليت هاربةً اريد الخروج ولكن الذي حاورني عند المدخل ذاك حال بيني وبين الباب ودفعني بقسوة إلى الداخل وهو يبتسم ابتسامة صفراء كريهة المنظر.