ثقافة وأدبقراءات

الوسيلة النعيم: غانيات في الذاكرة.

سودان ستار

سلسلة غانيات في الذاكرة .

تسرب الى أنفي عطر فخم رقيق عطر يبدو كأني أعرفه شحذت ذاكرتي لاستذكره أووه أنه (او دموزيل) هذا العطر الرقيق لفحني بشذاه فتدغدغ إحساسي بنفح الازاهر ممزوج بليمون الشتاء الايطالي الفاخر هذا المزيج أشعل رغبات ورغبات وفتح للحياة في نفسي الف باب وباب تذكرت اترباط هذا العطر بمن وقبل أن يسرح خيالي فاذا بي تعروني الدهشة فهاهي صاحبة العطر أمامي و ما أطيب اللقيا بلا ميعاد كما قالها نزار ،

كان الوقت في أول المساء منتصف يوليو تنفحني نسمات أتية من صخرة العشاق تبث في نفسي روح العاشقين وانا في مقهى في حي الروشة في بيروت وقد تركني رفيقي وتأخرت أماطل الثواني وتسلسل وسن ناعم الى جفنيّ وهاهو القدر يفاجئني بها فصرت نزار حيث يقول

(يفاجئني الحبُّ مثلَ النبوءة حين أنامْ ويرسمُ فوق جبيني هلالاً مضيئاً ، وزوجَ حمامْ

يقولُ : تكلمْ !! فتجري دموعي ، ولا أستطيعُ الكلام)

وكانت هي بكل سماتها قوامها الفارع الفخم وعودها الممتلي بغير بدانة ولونها الذي تسرب اليها من كنداكات كوش العظيمة ذلك اللون المتأرجح بين السمرة الناعمة الواضحة والبرونز الخجول وعيونها العميقة الكحيلة والفم الذي يفتر عن بسمة واثقة وشفاه وقحة لا تأنف ان توحي لك بايماءة معنوية تتفجر فتنة وكان لقاء وما احلاه من لقية اضطربت يدها في يدي اضراب حمامة تناغمت بالهديل تمالكت نفسي لكي لا تسيل وأجلست فاتنتي بجواري وبدأت الحديث وهي تخبرني بانها في اجازة قصيرة لوحدها فتنكرت انا لرفاقي وقلت لها وانا مثلك في اجازة قصيرة و لوحدي ثم دخلت بسرعة الى مجموعة الواتساب التي تم انشاءها بداية الرحلة وكتبت رسالة مقتضبة انا لا اعرف احدا منكم في بيروت فلطفا انسوني حتى نعود وموعدنا الرياض . ثم تفرغت للود والحب والجمال وصرت ابو امنة حامد حيث يقول (ﻭﺷﻮﺷﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﻴﺮ ﻓﺎﻧﺘﺸﻴﺖ ﻭﺳﺎﻗﻨﻰ

ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﻤﺎ ﺃﺑﻴﺖ

حبيبتي ﺃﻏﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻌﺬﺍﺭﻯ ﻭﺭﻧﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ

ﺇﻥ انا ﻏﻨﻴﺖ

ﺣﺒﻴﺒﺘﻰ ﺃﻧﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺗﻬﻤي ﻫﻮﻯ ﺇﺫﺍ

ﺃﻧﺎ ﻫﻤﻴﺖ

ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﻮﻯ ﻓﺆﺍﺩﻯ ﻓﺎﻟﻌﺒﻖ

ﺍﻟﺼﺎﺩﺡ ﻣﺎﺍﺣﺘﻮﻳﺖ

*****

ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﻧﻰ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﻭﻛﻴﻒ

ﻓﻰ ﺩﺭﻭﺑﻬﺎ ﻣﺸﻴﺖ

ﻭﻛﻴﻒ ﻃﺎﻑ ﺍﻟﺜﻐﺮ ﻓﻰ ﺇﺑﺘﻬﺎﻝ ﻭﻛﻴﻒ

ﻓﻰ ﻣﺤﺮﺍﺑﻬﺎ ﺻﻠﻴﺖ )

وخرجنا الى حيث يكون الهناء

وفي طريقنا قالت نحن في بيروت فلا بد ان تكون مرشدتنا السيدة فيروز

فتناثرت أغاني فيروز أزاهر ونجمات واستغرق لحني تلك الرائعة المجيدة ” أحبك في صمتي الوارف

أُحبّكَ في صـمتيَ الوارِفِ وفي رفَّةِ الهُــــدُبِ الخائفِ

وبِي يا مُلَوِّن عمري، إليك حَنينُ الكرومِ إلى القاطفِ

اذن نحن في بيروت واخيرا تعرفت على هذه المدينة الحسناء المغناج عبرك يا غانيتي الرقيقة …

ذكرى خلدت والذكرى للانسان عمر ثاني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى