رياضية

كريستال بالاس يطارد المجد ومانشستر سيتي يسعى لتعويض الإخفاق المحلي

سودان ستار

يعود ملعب «ويمبلي» العريق في العاصمة البريطانية لندن، إلى الواجهة من جديد، حينما يستضيف المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في نسختها الـ144. ويلتقي مانشستر سيتي مع كريستال بالاس في نهائي المسابقة العريقة، السبت، حيث يتطلع الفريقان إلى اعتلاء منصة التتويج، خلال موسم شهد تذبذباً في مستواهما.

 

وبينما يسعى مانشستر سيتي إلى الفوز بأعرق بطولات الكأس في إنجلترا للمرة الثامنة بتاريخه، يأمل كريستال بالاس في حصد أول لقب كبير له على الإطلاق في مسيرته الاحترافية الممتدة 120 عاماً. ويستعد كريستال بالاس لتسجيل ظهوره الثالث في نهائي كأس إنجلترا، عقب خسارته في المباراتين السابقتين أمام مانشستر يونايتد عامي 1990 و2016، وهو أحد 4 أندية تنافست في نهائيين بالبطولة دون أن يتوج باللقب، إلى جانب كوينز بارك (1884 و1885)، وبرمنغهام سيتي (1931 و1956)، وواتفورد (1984 و2019).

 

وتأهل فريق المدرب النمساوي أوليفر غلاسنر بسهولة إلى نهائي ويمبلي بفضل انتصاراته على ستوكبورت كاونتي، ودونكاستر روفرز، وميلوول، وفولهام، وأستون فيلا، ولم تتلقَّ شباكه سوى هدف واحد في النسخة الحالية حتى الآن، فيما سجل 3 أهداف في كل مباراة خاضها بالأدوار الثلاثة الأخيرة بالمسابقة، التي كان آخرها الفوز 3 – صفر على أستون فيلا بالدور قبل النهائي قبل 3 أسابيع.

 

ومنذ ذلك الحين، مدد كريستال بالاس سلسلته الخالية من الهزائم في جميع المسابقات إلى 5 مباريات، حيث تعادل 1 – 1 على ملعبه بالدوري الإنجليزي الممتاز مع نوتنغهام فورست، الذي يطمح إلى أن يكون ضمن الأندية الخمسة الأولى في ترتيب المسابقة، ثم تغلب 2 – صفر على توتنهام هوتسبير (المتعثر) يوم السبت الماضي، بفضل هدفين رائعين من نجمه إيبيريتشي إيزي.

 

ويحتل كريستال بالاس الآن المركز الثاني عشر في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي جعبته 49 نقطة، وهو نفس رصيده من النقاط الموسم الماضي، مع تبقي مباراتين فقط على نهاية الموسم الحالي. ويضع كريستال بالاس طموحاته الضئيلة بالوجود ضمن الأندية العشرة الأولى بترتيب الدوري الإنجليزي جانباً لفترة وجيزة، بينما يسعى جاهداً لبلوغ المجد، حيث لن يكفيه لقب كأس الاتحاد الإنجليزي لحفر اسمه في سجلات التاريخ فحسب، بل يطمع أيضاً في التأهل لبطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل، حيث تعود مشاركته الأخيرة في المنافسات القارية إلى عام 1998، عندما شارك في كأس إنترتوتو آنذاك.

 

وشدد غلاسنر قبل المباراة النهائية على أن لاعبي كريستال بالاس يواصلون التدريبات كالمعتاد، وأنه «من غير المنطقي» التعامل مع هذا الأسبوع المحوري في تاريخ النادي بشكل مختلف، لأنه «سيصيبهم بالدوار». وأمام أكثر من 30 ألف مشجع لكريستال بالاس، يعتزم غلاسنر ورفاقه إنهاء سلسلة من 7 مواجهات دون فوز ضد مانشستر سيتي، وذلك عقب تعادله في 3 لقاءات، وخسارته 4 مباريات، وهي سلسلة امتدت قبل 5 أسابيع فقط عندما تلقى الفريق الملقب بـ«النسور» خسارة قاسية 2 – 5 أمام الفريق السماوي بالدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب «الاتحاد»، رغم تقدمهم 2 – صفر في أول 21 دقيقة. كما تلقى كريستال بالاس 3 هزائم في مبارياته الأربع السابقة بكأس إنجلترا ضد مانشستر سيتي، وكان فوزه الوحيد خلال اللقاء الأول الذي جرى بين الناديين بالدور الأول لنسخة المسابقة عام 1921 وانتهى بانتصاره 2 – صفر.

 

يسعى كريستال بالاس لإنهاء سلسلة من سبع مواجهات دون فوز ضد مانشستر سيتي، عقب تعادله في 3 لقاءات، وخسارته في 4 مباريات.

 

إيبيريتشي إيزي… ورقة كريستال بالاس الرابحة (رويترز) Cutout

 

وفي المقابل، أصبح مانشستر سيتي أول فريق في تاريخ كرة القدم الإنجليزية يصل إلى نهائي بطولتي الكأس الرئيسيتين في 3 مواسم متتالية، حيث وصل إلى نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في 4 حملات متتالية بين موسمي 2017 – 2018 و2020 – 2021، ويستعد الآن لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي للنسخة الثالثة على التوالي. وفي الواقع، اتخذ مانشستر سيتي من ويمبلي ملعباً ثانياً له، حيث لعب تحت هذا القوس التاريخي 30 لقاء منذ عام 2011، أي أكثر بـ7 مرات على الأقل من أي فريق آخر.

 

إيرلينغ هالاند… رأسه وقدماه تعرف طريق الشباك (أ.ف.ب) Cutout

 

وبلغ فريق المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي للمرة السابعة على التوالي، وهو رقم قياسي، نهاية الشهر الماضي، حينما تغلب 2 – صفر على نوتنغهام فورست، بعد فوزه على سالفورد سيتي، وبليموث أرغايل، وليتون أورينت، وبورنموث في الأدوار الأربعة السابقة. وتمثل كأس إنجلترا الفرصة الوحيدة لمانشستر سيتي للفوز بألقاب محلية كبرى هذا الموسم، حيث انتهت هيمنته غير المسبوقة التي استمرت لـ4 سنوات على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2024 – 2025 المضطرب، الذي يأمل في اختتامه بشكل رائع بالفوز على كريستال بالاس وضمان احتلال أحد المراكز الخمسة الأولى في ترتيب الدوري الإنجليزي، المؤهلة لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

 

ومع ذلك، لا يزال الصعود لدوري الأبطال معلقاً، حيث سقط سيتي، بشكل مفاجئ ومحبط بالمرحلة الماضية، في فخ التعادل من دون أهداف مع مضيفه ساوثهامبتون، متذيل ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي هبط بالفعل لدوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب). وفي حين قد يجادل البعض بأن غوارديولا سيركز على مباراة الثلاثاء المقبل المهمة بالدوري الإنجليزي الممتاز ضد بورنموث، فإن تركيز مانشستر سيتي الأساسي يجب أن يكون – وعلى الأرجح سينصب – على مشاركته الـ14 في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

 

وحال فوزه على كريستال بالاس، سيتوج مانشستر سيتي بلقبه الثامن في كأس إنجلترا، ليتقدم للمركز الثالث بقائمة أكثر الأندية فوزاً بالبطولة، بالاشتراك مع ليفربول وتوتنهام هوتسبير، بينما لم يسبق لأي فريق آخر أن فاز بالمسابقة أكثر منهم سوى آرسنال (المتصدر) بـ14 لقباً، ومانشستر يونايتد (الوصيف) بـ13 لقباً. يشار إلى أن مانشستر سيتي، الذي يفخر بسجله الخالي من الهزائم في لقاءاته العشرة الأخيرة بكل المنافسات، بواقع 7 انتصارات و3 تعادلات، فاز في مواجهاته الثلاث الأخيرة بكأس إنجلترا ضد كريستال بالاس بنتيجة إجمالية 18 – 4، بما في ذلك فوزه المذهل 11 – 4 بالدور الخامس للمسابقة في فبراير (شباط) 1926، وهو الفوز الأكثر تهديفاً لمانشستر سيتي على الإطلاق.

 

وبعد خسارته أمام جاره اللدود مانشستر يونايتد في نهائي كأس إنجلترا الموسم الماضي، يهدف مانشستر سيتي الآن لتجنب خسارة مباراتين متتاليتين في نهائي إحدى المسابقات المحلية الكبرى (كأس الاتحاد الإنجليزي – كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة) للمرة الثانية، بعد خسارته نهائيي كأس إنجلترا عامي 1926 و1933 أمام بولتون وإيفرتون على الترتيب.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى