مقالات الرأي

ايهاب مادبو يكتب: امريكا روسيا قد دنا عذابها علي إن لاقيتها ضرابها”

اما حكاية ...!

 

يذكر السودان جيداً هذه الأناشيد الجهادية، لتنظيم الإخوان بالسودان او ماتعارف عليهم شعبياً بـ”الكيزان”، الذين استعدوا المجتمع الدولي خلال التسعينات وحولوا الشعب السوداني بقوة السلاح الي جنود مستنفرين لمعركة في المتخيل السياسي لهذه الجماعة.

 

وخلال فترة التسعينات، فتحت الجماعة “الكيزان” اراضي السودان للجماعات الإرهابية والمتطرفين، مثل الهالك أُسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، الذي فتحت له المعسكرات لتدريب الشباب المغرر للزج بهم في إتون الحرب في أفغانستان وفي جنوب السودان، بعد ان تمت أدلجة الحرب الأهلية وتحويلها لحرب دينية.

 

عمل تنظيم الكيزان علي تحويل “الدين” لبطاقة هوية او إنتماء إيديولوجي، وبمعني آخر إنهم قاموا بإستخدام الدين كمرجع للهوية الشخصية والجماعية، بدلاً من أن يكون تجربة روحية شخصية أو مصدرًا للقيم والمبادئ، وهذه النظرة حولت الدين إلى أداة للتفريق والتميز، بدلاً من كونه عاملًا موحدًا وهو ما أدي للتطرف والعنف.

 

ونتيجة لإستخدامهم الدين في الأغراض السياسية، فقد حولوه لمشاريع سياسية ،فعمدوا الي شرعنة القتل والعنف بإسم الدين، فأستعدوا المجتمع الدولي وصنعوا “حرباً”ضد إمريكا في المخيلة السياسية بعد ان حشدوا “حلاقيهم”بالهتاف ضد إمريكا وروسيا وتوعدوهما بحربٍ بلا هوادة.

 

وخلال تلك الفترة قامت الجماعة بتأسيس فكرة الدفاع الشعبي، والتي تماثل اليوم فكرة “المقاومة الشعبية”، والتي تقوم في الأساس علي تجييش الشعب وتسليحه، وكان القيادي الإخواني علي كرتي هو المسؤول عن الدفاع الشعبي الذي كان بمثابة الجيش الموازي للجيش السوداني، وهذا يأتي ضمن سياقات الإختراق للمؤسسات الأمنية بمؤسسات إخوانية موازية، مثل الدفاع الشعبي مقابل الجيش ، والشرطة الشعبية في مقابل الشرطة، والأمن الشعبي في مقابل جهاز الامن والمخابرات.

 

وفي تلك الفترة تمكن المأفون أسامة بن لادن، من بناء وتنظيم مجموعات إرهابية من تنظيمات الشباب الصومالي، وحركة حماس والحركة الإسلامية والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، وخضعت هذه الجماعات لعملية غسيل الأدمغة بتصورات الحرب ضد الغرب وعلي رأسها إمريكا التي تصدرت قائمة الدول التي إن تمت”ملاقتها” ضربها بحسب ما عبّرت عنه شعاراتهم

 

فليعد للدين مجده

او ترق منا الدماء

او ترق منهم الدماء

او ترق كل الدماء

 

ولكنه فشلوا في مواجهة إمريكا حينها، وأراقوا دماء كل السودانيين بحربهم العبثية التي اشعلوها في العام 2023م، من اجل إعادة تموضعهم مجددا في السلطة، وإن دعا ذلك الي نسف جغرافية السودانية من الخارطة السياسية.

 

وعادت مجدداً شعاراتهم في ظل مناخات هذه الحرب، وهي تستعدي الدول وتخلق في المتخيل الشعبي للسودانيين “عدوً” لصناعة ونسج الأوهام والتضليل لشرعنة هذه الحرب، علي اساس إنهم إذ يقومون بذلك فإنهم يتصدون لمؤامرة خارجية، وفي الأساس إنهم عبارة “مخالب” يستخدمها التنظيم الدولي للإخوان المسلمون لتصفية حسابات إقليمية مع حكومات في إفريقيا شمال الصحراء وأخري بالشرق الأوسط.

 

لقد دفع السودانيين ثمناً باهظاً نتيجة “عنتريات” كيزانية خائبة مثل مقولة البشير التي قالها في وقتٍ سابق ” المجتمع الدولي تحت جزمتي”، ثم يأتي الإخواني الناجي مصطفي متوعدا إمريكا بحربا “بسوس” ويستدعي ذات الخطاب التحريضي القديم، ويعيد السودان الي مواجهة المجتمع الدولي مجدداً بتصريحات غبية وغير مسؤولة تعكس تورّط الكيزان في هذه الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى