
بما أنني أعشق الهلال السوداني وأحبه وأموت فيه منذ طفولتي، أفرح لانتصاراته وأحزن لهزيمته، وعندما هاجرت في مقتبل عمري إلى السعودية، وجدت فيها أزرقًا جميلًا مرصعًا بالنجوم اسمه الهلال. وبنفس أحاسيسي تجاه هلالنا سيد السودان، عشقت هلال السعودية وزعيمها.
ويحضرني بيت شعر للأمير الرائع الذي كنت تحت كفالته في بداية اغترابي، المرحوم الشاعر بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز، يقول فيه:
أنا النخيل وشعري ظلال وعذوق
وأنا السحاب اللي على الناس جايد..
نعم، عشقت هلال السعودية لأنه يقف شامخًا، لا تقهره متغيرات الحياة.
هلالٌ ليس له خريف، ويأتي متمردًا على الطبيعة، وكلما حاولت الحياة أن تهز جذوره، تنبت أوراقه من جديد، ويثمر فاكهة يُسلُّ منها أكسير الحياة وسر البقاء.
الهلال عشقته منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لأنه قصة حياة، وقصة حُلوة بلا نهاية.
تابعت عشقي الزعيم السعودي في كأس العالم للأندية، ولم يخب ظني فيه، والبارحة ساهرت الليل كله، وعددت نجومه، لأنني كنت نائمًا في الحوش، ومنتظرًا مباراة الهلال التي بدأت قبل أذان الصبح بتوقيت السودان.
وحينها، حقق الهلال، ذاك الزعيم السعودي، فوزًا تاريخيًّا على مانشستر سيتي الإنجليزي برباعية مقابل ثلاثة أهداف، ليتأهل إلى ربع نهائي البطولة بطريقة درامية مثيرة، لأنه هلال من الخيال، ولأنه هلال المجد وفخر السعودية والممثل الشرعي لها، وللقارة الآسيوية، وللعرب أجمعين.
نعم، فاز الهلال على مانشستر سيتي في دور الـ16 من مونديال الأندية المقام في بلاد العم سام، بعد مباراة وصلت إلى الأشواط الإضافية.
استطاع الهلال التقدم على مانشستر سيتي ثلاث مرات في المباراة، ليخرج فائزًا بطريقة مثيرة وسيناريو خيالي، ليضرب موعدًا في ربع نهائي كأس العالم للأندية مع فلومينينسي البرازيلي، الذي نجح في التغلب على إنتر.
وبعد هذا الانتصار التاريخي، وجدت نفسي لست السوداني الوحيد الذي سهر الليل، حيث هناك في مدينة حائل الهلالي الكبير الباشمهندس محمد صالح إبراهيم، والهلالي النشط الباشمهندس أسامة مبارك، وآخرون اتصلوا بي وهم فرحون مستبشرون، وكأنه هلال السودان، سيد البلد.
بهذا الفوز الهلالي التاريخي، أصبح مانشستر سيتي ثاني الفرق الأوروبية التي تخرج من دور الـ16 للبطولة بعد إنتر الإيطالي.
بينما يستمر الهلال السعودي كممثل العرب الوحيد في المونديال حتى الآن.
رباعية الهلال سجلها ليوناردو (هدفان)، وهدف لكل من كاليدو كوليبالي ومالكوم.
لفتت انتباهي تغريدة رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال، الداعم الهلالي، يقول فيها:
“الهلال البطل العظيم.. شرفت الوطن الغالي العظيم”
وأيضًا لفتت انتباهي صحيفة ديلي ميل البريطانية، في حديثها عن فوز الهلال أمام مانشستر سيتي، حيث جاء تعليقها:
“الهلال قدم مباراة للتاريخ.. كان من المفترض أن يعود مانشستر سيتي من أمريكا بالكأس، ولكن من الواضح أنه لم يفعل. كانت تلك تجربةً مُذلةً لمانشستر سيتي.”
وحسب متابعتي للدوري السعودي، أستطيع أن أقول:
“الهلال كتب التاريخ أمام السيتي… وأثبت قوة الدوري السعودي!”
أيضًا شاهدت مقطع فيديو متداولًا للحظة بكاء رئيس نادي الهلال، فهد بن نافل، عقب تسجيل الفريق الهدف الرابع في شباك مانشستر سيتي خلال هذه المباراة المثيرة. وبالفعل، بكى رئيس الهلال فهد بن نافل، وشاهدت دموعه تسيل على خديه وهو متأثر بشكل كبير، وقد غلبته الدموع، في مشهد أبكاني وأفرحني في الوقت نفسه.
ختامًا:
هذه مباراة تاريخية ستظل عالقة في ذهني، وأذهان الجماهير السعودية والعربية ومحبي الهلال السعودي زمنًا طويلًا، لأنه كتب التاريخ أمام السيتي… وأثبت قوة الدوري السعودي.