
تُعد فاكهة الدوريان واحدة من أكثر الفواكه المثيرة للجدل في العالم، إذ تتأرجح مكانتها بين التقديس في ثقافات آسيا، والرفض المطلق في ثقافات أخرى، حتى لُقّبت بـ”ملك الفواكه” و”أبغضها في آن واحد”.
رائحة تُرعب، وطعم يُدهش
المفارقة الكبرى في الدوريان تكمن في رائحتها النفاذة للغاية، التي تشبه مزيجًا من البصل المتعفن، والجبن الأزرق، ومياه الصرف الصحي، بحسب أوصاف العديد من من لم يعتادوها. هذه الرائحة دفعت سلطات بعض الدول كتايلاند وسنغافورة إلى منع تناولها في المواصلات العامة والفنادق، وتحذير المسافرين منها عند المطارات.
لكن وسط هذه الرائحة القوية، يكمن لبّ طري كريمي القوام، يراه عشّاق الدوريان كنزًا مخبوءًا، ويوصف طعمه بأنه مزيج من الفانيليا، والكراميل، والكاسترد، وحتى نكهات الجوز.
غذاء، دواء، وأسطورة
لا تقتصر قيمة الدوريان على طعمها، بل يُعتقد في بعض الثقافات أنها تعزز الخصوبة، وتحسّن الهضم، وتمنح طاقة عالية. تحتوي على نسب عالية من الألياف، وفيتامين C، والبوتاسيوم، وتُستخدم حتى في الطب التقليدي الآسيوي.
كيف تُؤكل؟
تُؤكل الدوريان طازجة غالبًا، لكن يمكن استخدامها أيضًا في صناعة الحلويات، والمثلجات، وبعض الأطباق المالحة. ويُنصح بتناولها فور فتحها، إذ أن الرائحة تصبح أكثر قوة بمرور الوقت.
تحفة الطبيعة الشائكة
من الخارج، تشبه الدوريان كرة ضخمة مغطاة بالأشواك، يتراوح وزنها بين كيلوغرام إلى سبعة كيلوغرامات. يُعتقد أن هذه القشرة تحميها من الحيوانات، لكن الحقيقة أن بعض الحيوانات مثل النمور والسناجب تألفها بل وتُقبل عليها.
خلاصة: هذه الفاكهة تجربة حسية متطرفة بين الرائحة والنكهة. إما أن تعشقها، أو تفرّ منها. لكنها، دون شك، تظل واحدة من أكثر عجائب الطبيعة النباتية تفردًا ودهشة.
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.