مقالات الرأيمقالات فكرية

بين الفريق ياسر العطا والوكيل عريف ياسر المنصوري العديرقاوي

عبارات تختصر المساحات الهائلة من المواقف

بين الفريق ياسر العطا والوكيل عريف ياسر المنصوري العديرقاوي: 

عبارات تختصر المساحات الهائلة من المواقف

••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 

( وكيل عريف «ياسر المنصوري العديرقاوي- سلاح الإشارة سابقا كتيبة 700 ) 

___________________________

 

 إستمعت قبل قليل من هذا اليوم لكلمة الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة التي ألقاها أمام قيادات المشتركة مؤكدا رفض التفاوض والمضي قدما في الحسم العسكري قائلا: 

 

«كما خرج الجنجويد وعردوا من شرق النيل والخرطوم وبحري وجيل اولياء ومن الجيلي

والجزيرة ومدني ” كذلك سيخرجوا ويعردوا من كردفان ودارفور» 

 

فكتبت هذا الرد من ناحية تحليلية عسكرية تضع كلام العطا على الميزان !! 

 

________________________

 

مقدمة ضرورية 

———-

 

بين التفكير العاطفي المشاعري القائم على الأمنيات والأحلام، والواقع التكتيكي العسكري القاسي الماثل على أرض المعركة ، يبرز سؤال جوهري : 

 

هل يمكن أن تنتهي الحرب الدائرة في السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بالحسم العسكري لصالح القوات المسلحة ، مهما تعاظمت الخسائر؟ 

 

التاريخ الحديث يقدم نماذج حسم عسكري صريح كانت لصالح الدولة القائمة نذكر منها:

 

1. الحرب الأهلية الأمريكية (1861–1865)

انتهت بانتصار الشمال عسكريًا، وسقوط الكونفدرالية، وتحرير العبيد، فكان الحسم حاسمًا ونهائيًا بالسلاح!! 

 

2. الحرب الأهلية الإسبانية (1936–1939)

حُسمت لصالح قوات فرانكو بعد قتالٍ دموي، لتُقام ديكتاتورية امتدت عقودًا!! 

 

3. حرب فيتنام (1975)

حُسمت عسكريًا بانتصار الشمال وانهزام الجنوب المدعوم أمريكيًا، لتتوحّد البلاد بالقوة!!.

 

4. انتصار الجبهة الشعبية في إثيوبيا (1991)

أطاحت بالنظام العسكري لمنغستو هيلا مريام بعد حربٍ طويلة، وكان الحسم بالسلاح المباشر!! 

 

5. الحرب الأهلية في سريلانكا (2009)

أنهت الحكومة الصراع ضد “نمور التاميل” بحملةٍ عسكريةٍ ساحقة، فطوت صفحة تمرّدٍ استمر ثلاثين عامًا!! 

 

 لكن هذه النماذج ليست قاعدة ثابتة قابلة للتعميم على كل سياق؛ فطبيعة النزاع العسكري في السودان ومغذياته إضافة إلى التركيبة الاجتماعية العرقية المتباينة ، الجغرافيا المتسعة والقدرة على المناورة فيها ، وخطوط الإمداد بالمقاتلين والوقود والسلاح، والإختلاف الإستراتيجي بين الحلفاء الإقليميين لكل طرف وقراتهم بالدعم ، هذه العوامل وغيرها تشكل محددات فعلية تضع سقوفًا للاحتمالات تجعل من:

 «بل بس لآخر جنجويدي» 

 و «لاللحرب ونعم للسلام» 

 ليست مجرد عبارات تقال وتردد وتكتب على وسائط التواصل فحسب، بل تسجيل مواقف 

يعمل متبنوها من اجل تحقيقها وفق مايروه من المعطيات المنطقية المجردة من العواطف الحالمة والماثلة أمامهم •

 

عند انطلاق العمليات والمعارك الضارية في 15 أبريل اعتمدت قوات الدعم السريع على عنصرَي المفاجأة والاقتحام المباشر مع تكثيف النيران، بغض النظر عن الخسائر البشرية الكبيرة في هذا النوع من المعارك،، نظراً لطبيعة تكوينها وأفرادها وأسلوب تسليحها القائم أساسا على هذا النمط •

 

 هذا التكتيك أثبت فعاليته ميدانيًا في مراحل مبكرة، فسمح لها بالاستحواذ السريع على مساحات واسعة داخل ولاية الخرطوم وسقوط العديد من الفرق والمعسكرات في ظرف زمن قياسي وكانت حينها لذة الإنتصار تنسي حجم الخسائر في الجنود والعتاد،، بالمقابل اعتمدت قوات الجيش التكتيك الدفاعي القائم على التحصين والتمترس في عقد ميدانية مختارة بعناية، مع توظيف الطيران الحربي كأداة استنزاف رئيسية للقدرة المعادية و تحطيم كتلتها الصلبة والإستفادة القصوى من العمل الإستخبارتي وقوات العمل الخاص التي تلقت تدريبها في شوارع العاصمة الخرطوم نفس الأرض التي يقاتلون عليها وبالتالي فإن الأرض تقاتل معهم •

 

وكان من الواضح لكل من يمتلك الحد الأدنى من المعرفة العسكرية أن الجيش احتفظ بالسيطرة على محاور محورية إستراتيجية كانت مفصلية في الحفاظ على قدرته العملياتية داخل العاصمة لاحقا من أجل تحريرها وهي:

 

 •• معسكر الكدرو شمالا وسلاح الإشارة جنوبا على كورنيش النيل جنوبا بالخرطوم بحري!!

 

•• قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمالا وسلاح المهندسين والسلاح الطبي على كورنيش النيل بأم درمان!!

 

 •• القيادة العامة للقوات المسلحة على كورنيش النيل وسلاح المدرعات بوسط الخرطوم!! 

 

وقد حاولت قوات الدعم السريع المستحيل لإسقاط هذه النقاط ولكنها لم تنجح لان الجيش يعلم أن سقوطها يعني الإنهيار التام 

وقد خسر فيها الدعم السريع قدرا كبيرا من كتلته الصلبة المدربة من قدس (1) وقدس (2)

بالرغم من خسارة الجيش لقاعدة جبل اولياء والتي لاتقل أهمية عن تلك المعسكرات •

 

ثم بعد ذلك بدأ الجيش بالتحرك للربط بين هذه النقاط لإنسياب عمليات الإمداد التي تمثل العامل المهم في إستمرار المعركة والتحكم في بوصلتها ” وبعد إستلام مصفى الجيلي من قبل الجيش كانت نقطة التحول الكبرى حيث أصبحت خطوط الإمداد الرابطة بين الخطوط الأمامية وولاية نهر النيل وميناء بور سودان 

عبر طريق التحدي وطريق غرب أم درمان بمثابة شرايين الحياة،، ما أعطى الجيش ولو بهوامش قدرة على الإبقاء على عمق عملياتي في قلب العاصمة!! 

 

التحرك الاستخباراتي الاستراتيجي: 

———————-

 

 وقعت قوات الدعم السريع في فخٍ استراتيجي قاتل حين استجابت لحملات الإستفزاز التي قادها الجيش وغرفه الإستخباراتية مما دفعهم للتشتيت الأعمى نحو ولاية الجزيرة — خطوة عسكرية كارثية أدت إلى توسع قوات الدعم السريع في بيئات ريفية متباعدة وكثيفة القرى ، ما عرّضها لصعوبات لوجستية كبيرة جدا خاصة في خطوط الإمداد وأضعفت قدرتها على المحافظة على مكاسبها بالخرطوم نتيجة إفراغ قواتها من شرق النيل إلى الجزيرة ولم ينتهي الأمر في الجزيرة بل توسعت جنوبا إلى جبل موية وسنار والدندر ومايرنو إلى تخوم ولاية النيل الأزرق مع ترك وجود كبير لقوات الجيش بالمناقل •

 

 كان هذا التوسع نقطة مفصلية وحاسمة إستفاد منها الجيش حينما حول قوات الدعم السريع إلى جذر معزولة يستحيل ربطها بخوط أمداد آمنة ” ومع ذلك إذ تمكن الجيش من استعادة المبادرة الشعبية وإلتفاف المستنفرين 

خاصة بعد نجاح غرفه الإستخباراتية بالإستفادة القصوى من الجرائم والإنتهاكات الفظيعة التي مارسها بعض عناصر الدعم السريع خاصة الذين إنضموا إليه لاحقا بغرض النهب والسلب ولاعلاقة لهم بالمشروع السياسي للقيادة بعد إنتشار كذبة مقتل القائد العام لقوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» لدرجة بعض مقدمات قواته صدقت الخبر لكثرة الضخ الإعلامي عبر المنصات والوسائط وبالتالي تلاشى في انفسهم سمات المشروع السياسي واغرتهم مقتنيات وكنوز ولاية الخرطوم وود مدني من السيارات والاموال والذهب خاصة وإن ثقافة أخذ ماعند الطرف الآخر كغنيمة جزء من ثقافتهم التي عاشوا عليها •

 

ديناميكيات التراجع وإعادة التموضع: 

———————–

 

عندما ضمنت القوات المسلحة ربط محاورها بين قاعدة وادي سيدنا وعمق العاصمة والاستيلاء على مرافق لوجستية مهمة بعد معارك عبور الكباري الشرسة والتي كانت أساسا للإستيلاء على الجسور الرابطة بين مدن العاصمة المثلثة،،، تراجع أمر البقاء لفترات طويلة لدى قوات الدعم السريع داخل محاور العاصمة والجزيرة،، ما بدا كقرار انسحاب من مناطق لا يمكن تأمين خطوط إمدادها أكثر من أنه هروب من المعارك •

 دفع مما ذكرنا الدعم السريع إلى الانسحاب غربًا نحو مناطق الحواضن الاجتماعية وخطوط الإمداد المعروفة لديها، في محاولة لإعادة تكوين قواعد عمليات بديلة تمكنهم من حرية الحركة وضمان الإمداد •

 

اتخذت المعارك بعد ذلك طابعًا إقليميًا ــ مع بروز الفاشر والابيض وبابنوسة والمالحة كعُقدٍ استراتيجية ومحاور تموضع للتحرك المستقبلي إختارها الجيش ومعه قوات المشتركة أسوة بنفس التكتيك العسكري الذي فعلوه بالخرطوم كما اوضحنا سابقا ” 

ولكن قوات الدعم السريع قد وعت الدرس جيدا وإستفادت من إخطائها السابقة فقررت إزالة تلك العقد والتواجد العسكري للقوات المسلحة بها ” فقامت بالإستيلاء على المثلث في أقصى شمال البلاد ومعسكر المالحة وتنظيف طريق الصحراء ومن ثم أحكمت حصارها على مدينة الفاشر معقل قوات الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش حيث كانت الفاشر بمثابة السكين المغروزة في خاصرة اماكن وحواضن قوات الدعم السريع 

وبعد محارك طاحنة وخسائر فادحة إستطاعت السيطرة على الفاشر وإنهاء لوجود الجيش وحركاته المسلحة بها لتصبح نقطة تحول كبرى في طبيعة المعركة لاتقل أهمية من نجاح ربط الجيش بين قاعدة وادي سيدنا وسلاح المهندسين في معارك العاصمة وبالتالي ستنساب خطوط الإمداد بين دار فور والجنوب الليبي الحليف المقرب للقيادة ” خاصة إمداد الوقود الذي يمثل روح العربات المقاتلة التي يعتمد عليه الدعم السريع •

 

وهنا ناتي للسؤال موضوح المقال! هل تستطيع القوات المسلحة أن تتخذ من مدينة الابيض بكردفان عاصمة عسكرية إستراتيجية للتحرك منها وحسم المعركة بجميع ولايات كردفان ودارفور إلى الجنينة ونيالا ” فيتحقق موقف 

وشعار حلم معظم سكان الوسط والشرق والشمال من الشعب السوداني وبيادقهم الإعلامية «بل بس لآخر جنجويدي» ؟؟ 

 

معطيات نط المعركة بكردفان ودارفور؛ 

————————

 

  نقول وبكل إختصار هنا تبدو المعركة مختلفة جوهريًا عن معارك العاصمة:

 الارض المفتوحة والمتسعة بسهل كردفان ستتخذ موقف الحياد على الأقل بعد كانت تقاتل مع الجيش في العاصمة ” وبالتالي فإن طابع المعارك سيكون بالمواجهة المباشرة والنيران الكثيفة «تاتشر يركب تاتشر» •

 

 

لن تفكر قوات الدعم السريع في مهاجمة الولاية الشمالية الان ولاحتى مهاجمة الابيض الحصينة والتي تتمركز بها أعداد هائلة من متحركات الجيش وحلفائه ” قبل أن تستولى على الفرقة (22) بابنوسة لتأمين ظهرها أو تتوصل معهم لتسوية عبر الإدارات الأهلية تضمن أنها لن تمثل خطرا عسكريا عليهم في المستقبل،، وهنا نستطيع القول بأن المعركة ستكون بين الابيض ونيالا عبر السهل الكردفاني،، والتي لاشك أنها ستكون من أصعب المعارك على قوات الجيش بل سيكون الأمر أشبه بالمستحيل العسكري أمام الجيش ليفعل مافعله بالخرطوم والجزيرة وبل ويسقط كل القياس الفاسد الذي تكلم به الفريق ياسر العطا صباح اليوم امام قيادات المشتركة  

وذلك للاسباب التالية: 

 

••• فقد العديد من المستنفرين تحت إيطار المقاومة الشعبية والقوات المساندة من سكان الوسط والشمال الذين اشتركوا مع الجيش في تحرير الخرطوم والجزيرة 

فقدوا الشغف والحماس لمواصلة القتال والمغامرة بالدخول في العمق الدارفوري بعد ان أمنوا في مدنهم وقراهم ولم تعد إنتهاكات الدعم السريع بدارفور حافزا عاطفيا كما كان الحال في الجزيرة والخرطوم ولإعتيادهم على سماع الحروب الدائرة في دارفور منذ عشرات السنين!!! 

 

••• لم يعد هناك حديث وترويج عن الإنتهاكات بالاغتصاب في اماكن سيطرة الدعم السريع في نيالا والجنينة وغيرها لتستخدم كوقود ودوافع عاطفية مشاعرية لجلب المزيد من المستنفرين من ابناء الشرق والوسط والشمال ” زيادة على ذلك فإن معظم شباب هذه الأقاليم إنصرفوا للعمل بالذهب وبعضهم هاجر خارج البلاد للبحث عن لقمة العيش في ظل الضائقة المعيشية التي تشهدها البلاد حتى يتمكنوا من أعالة أسرهم التي فقدت مقومات الحياة التي كانوا عليها قبل

إندلاع الحرب!! 

 

••• وحدهم القادرين على مواصلة المعركة إلى نهايتها لتحقيق شعار «بل بس لآخرجنجويدي» ثلاثة فئات وهم: 

♡ أفراد القوات المسلحة «العساكر» المنقادين للتعليمات العسكرية وهؤلاء ليس لهم خيار آخر ومضطرين للحفاظ على سنين خدمتهم الطويلة والمكافئة بعد المعاش ” والغالبية العظمى منهم اعمارهم كبيرة ونبطشية وطباخين وجناينية وكتبة إداريين لن يتحملوا المعارك مع اولاد الدعم السريع! 

♡ الطامعين في العودة إلى السلطة من كتائب الإسلاميين وجهاز الأمن وعناصرهم الإيدلوجيين داخل الجيش نفسه وهؤلاء حافزهم الوحيد هو العودة للسلطة للإنتقام من الحرية والتغيير وشباب ثورة ديسمبر المجيدة ” بالرغم من أن هؤلاء الفئة لاتوجد بينهم وبين قيادة الجيش الثقة الكافية للتحالف الإستراتيجي والإستمرار وهؤلاء يمثلون وقود الحرب ورفض كل دعوات التفاوض!!

 

♡ الحركات المسلحة من حركتي العدل والمساواه بقيادة جبريل ابراهيم وتحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي وهؤلاء،لم يترك لهم سقوط الفاشر وماصاحبه من الإنتهاكات خيارا آخرا غير المواصلة في المعركة بدافع الإنتقام!!

 

 

الملخص والنتيجة:

———— 

 

بناء على هذه المعطيات نجمل القول بأن المعارك لو تجاوزت شمال كردفان والمناطق المحيطة بها لصالح الجيش على احسن الإفتراضات وتوغلت إلى غرب كردفان ودارفور ستنقلب الارض تماما لصالح قوات الدعم السريع وتقاتل في صفهم وذلك لانهم خبروا دروبها واماكن الالتفاف ونصب الكمائن 

 

زيادة على ذلك فإن قوات الجيش ستكون مضطرة لشق طريقها في غرب وجنوب كردفان وشمال ووسط وغرب دارفور عبر المكونات والحواضن الإجتماعية لافراد قوات الدعم السريع في ديار المسيرية والمعالية والهبانية والشويحات والحوازمة واولاد راشد والمجانين والسلامات،، وتلس وعد الفرسان في ديار فلاته،، والضعين والزرق في عمق قبايل الرزيقات التي تنتمي لها قيادة الدعم السريع،، وبالتالي فإن قتال قوات الدعم السريع في تلك المناطق لن يكون من أجل حكومة تأسيس ومشروعها السياسي 

ولا من أجل التهميش والقضاء على دولة 56 ولاحتى محاربة الفلول والكيزان كما هو شعارهم في الفترة السابقة وإنما سيكون شعارهم في هذه المعركة على لسان الحكامات وما أدراك ما الحكامات :

 

«الساير عطية والمقيم حيماد- النقارة تتلتل راشد الولاد» 

 

قتالا من أجل الدفاع عن أعراضهم وممتلكاتهم وقطعانهم بل من اجل وجودهم في المنطقة 

كمكونات،، خاصة أنهم يعلمون مدى الحقد والإحساس بالانتقام الذي تحمله قوات المشتركة المساندة للجيش، بخلفية الإنتهاكات القديمة منذ العام 2003موالإنهاكات القريبة التي صاحبت سقوط الفاشر مما جعلها تنكأ تلك الجروح وتوقظ روح الإنتقام •

 

ولذلك فإن حسم المعركة عسكريا لصالح الجيش من الأبيض إلى الفاشر والضعين والجنينة ونيالا وزالنجي وكبكابية أمر يمكن وضعه في حالة المستحيل الغير الممكن بل مغامرة أشبه بالقفز في الظلام •

 

بالتالي تبدو الاتّجاهات الأكثر واقعية: استنزاف طويل الأمد ربما تتحول إلى حرب عرقية جهوية ، أو حلول تفاوضية مدفوعة بضغط إقليمي ودولي تقود إلى الحل سياسي قائم على اتفاق أشبه بالإتفاق الإطاري يشرك مكونات واسعة لتكوين حكومة إنتقالية مدنية كاملة وتفصل الأطراف العسكرية عن السلطة في الفترة الإنتقالية ــ ليبقى هو المخرج الأكثر قابلية للاستدامة، وإن كان محفوفًا بصعوبات المقايضات والضمانات او شراكة بين الأطراف اامتصارعة تعيد المشهد لما قبل الحرب وهذا يبدو الاكثر رفضا من نفسيات الشعب رغم أنه الأقرب للواقع أو شبح التقسيم 

 

 لذلك: ينبغي أن يُركّز أي مسعى لحل الصراع على خلق آليات تفاوضية حقيقية، ضمان ممرات إنسانية، ومتطلبات لمرحلة ما بعد النزاع تشمل إصلاحًا مؤسسيًا حقيقيًا للأجهزة الأمنية لتفادي تكرار الفوضى. في ظل هذا المشهد الواقعي، يظل خيار التوافق السياسي—مهما بدا صعبًا—المنفذ الأكثر قدرة على إيقاف النزيف وإتاحة فسحة لإعادة بناء الدولة •••

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى