
واقع مرير يعصف بحياة المواطن السوداني حوّل حياته إلى كفاح يومي من أجل البقاء وذلك بسبب استمرار الحرب و الغلاء ومعاناته من انقطاعات الكهرباء حتى بات عاجزاً ومحاصراً بين همومه ووجعه وصبره.
الأسعار فى كل الولايات مرتفعة حتى أجبرت المواطن على التخلي عن كثير من ضرورياته ولم يعد قادرا حتى على شراء ملابس العيد، فتقلصت احتياجاته إلى الحد الذي بات فيه أقصى طموحه أن تمر أيامه معافيا لكي يسعي جاهداً بأن يسد به رمقه .
إنها الحرب التى حولت الكهرباء وحتى المياه إلى أمنيات فخدمة الكهرباء التي يفترض أن تكون من أساسيات حيات المواطن تحولت إلى هاجس يومي مكلف ومرهق، لتصبح معها مروحة سقف شغالة ولمبة عادية مضاء هو عيد بحد ذاته لكن الأنسان السوداني قوي ودائما يقول : الله كريم وهو يقاوم الانكسار متشبثا وبما تبقى له من صبر ويتطلع للفرج .
أعلنت السعودية أن يوم عرفة يوم الخميس والعيد جمعة وبالتأكيد سنجتمع بالأهل والأقارب والجيران، نتنقل بين البيوت مهنئين، ونلتقي بالإخوان والأصحاب ونتبادل التحيات والتهاني، يتمنى كل واحد منا للآخر عيداً سعيداً ، وعمراً مديداً، ونجاحاً وتوفيقاً..
فى أثناء هذه الحرب الملعونة حضرت عيدين للأضحى المبارك هنا فى القرير الولاية الشمالية ولكن كانت الأعياد في الماضي تختلف عمّا هي عليه اليوم ، ففي الماضي كانت الأعياد تتسم بالفرح والسرور والبهجة الغامرة، واليوم أصبحت الفرحة تكاد تكون منعدمة عند أغلب الناس نتيجة للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانونها، نتيجة للأزمات المتوالية للخدمات مثل تدهور خدمة الكهرباء و الغلاء الفاحش في أسعار كل شي ، في ظل الظروف السيئة للمواطن المغلوب على أمره.
العيد مناسبة للفرح والسرور وجبر الخواطر والتصافي ويتفاعل الناس من كافة الملل مع مناسبات الأعياد في ظروف الزمان والمكان المتنوعة، ومعروف أن يوم العيد هو يوم فرحة ولكن الظروف الخاصة قد تحول المناسبة إلى وضع آخر .
العيد يُنتج تفاعلاً إنسانياً يجسده الناس في أقوالهم وأفعالهم، وقد حفظنا الكثير من أقوال الشعراء يمجدون العيد فى كثير من الأغاني والأناشيد وأشهرها أنشودة الشاعر عبد الرحمن الريح:
يا عيد تعود يا عيد.. بالخير علينا سعيد التي يرددها كل الشعب مع الفنان إبراهيم عوض
وكان للفنان الكبير محمد الأمين نصيب من إشعار الرائع إسحاق الحلنقي: العيد الجاب الناس لينا ما جابك يعني نسيتنا خلاص مع إنك إنت الخليتنا نغني الحب فكرة وإخلاص
و تغنى الفنان الكبير محمد وردي:
وزي عيداً غشاني وفات وعاد عمّ البلد أعياد ..
ومن أشهر الأبيات عن العيد في الأدب الشعبي مسدار “الحردلو” الذي ردده بطريقة مبدعة فناني المفضل عبد الكريم الكابلي:
الزول السمح الفات الكبار والقدرو كان شافوهو ناس عِبد الله كانوا بعذرو السبب الحماني العيد هناك أحضرو درديق الشبيكي البنتو في صدرو
عيدكم مبارك ويعود عليكم وانتم جميعا بصحة وسعادة وأمن وأمان وبدون حرب ولكن انا عيدي هذا العام بدون طعم ولا رائحة ولا لون و سأردد من الآن :
عدت يا عيدي بدون زهور وين سمرنا وين البدور .. غابوا عني.