
تفشي الكوليرا والأوبئة في جنوب الخرطوم وسط انهيار صحي شامل
تشهد أحياء جنوب الخرطوم انتشارًا متسارعًا لوباء الكوليرا وأمراض أخرى، في ظل تدهور حاد في الأوضاع الصحية وغياب أي تدخل رسمي، وسط تحذيرات من كارثة صحية وشيكة نتيجة انهيار المؤسسات الطبية.
وكانت مرافق صحية وصيدليات قد تعرضت للنهب والتخريب خلال فترة سيطرة قوات الدعم السريع على هذه المناطق، قبل أن يستعيدها الجيش أواخر مارس الماضي.
وقال أحمد فاروق، المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، لـ “سودان تربيون”، إنه تم تسجيل 15 حالة إصابة جديدة بالكوليرا خلال الأسبوعين الماضيين، بينها 5 حالات وفاة، إلى جانب 60 إصابة بإسهالات مائية و75 حالة ملاريا حبشية، وسط انعدام كامل للأدوية ووسائل مكافحة النواقل.
كما أشار فاروق إلى وجود 47 حالة اشتباه بحمى الضنك، بينها ثلاث إصابات مؤكدة، مناشدًا المنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتقديم المساعدات الطبية واحتواء تفشي الأوبئة.
من جانبه، أكد حزب المؤتمر السوداني بولاية الخرطوم تفاقم الوضع الصحي في مناطق الكلاكلة وفتيح العقليين والصالحة، مشيرًا إلى انهيار الخدمات الطبية وغياب الاستجابة الرسمية، إلى جانب تردي الأوضاع البيئية الناجم عن شح مياه الشرب وتكدس النفايات وتلوث البيئة.
وأشار الحزب إلى أن الدعم السريع ارتكب انتهاكات بحق المدنيين في الصالحة، شملت منع المرضى من مغادرة المنطقة لتلقي العلاج، وإعاقة حركة الكوادر الطبية، مما زاد من عدد الوفيات وحوّل المرض إلى أداة قمع.
في الأثناء، كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان عن تفشي واسع للملاريا الحبشية، حيث تم رصد أكثر من 200 إصابة و19 حالة وفاة في الأيام الماضية، موزعة بين الخرطوم وولايات شرق السودان.
وأكدت عضو اللجنة، أديبة إبراهيم السيد، أن الأعراض تشمل الحمى والقيء والأنيميا الحادة، مطالبة بردم البرك الراكدة ورش المبيدات، مع ضرورة إسعاف المصابين بسرعة.
وبحسب تقديرات صحية، فقد توقف العمل في نحو 80% من المرافق الطبية بمناطق النزاع، و45% في المناطق الأخرى، من إجمالي 300 مستشفى و6,500 مركز رعاية أولية، ما يهدد بموجة تفشي وبائي أكبر تشمل الكوليرا، الملاريا، حمى الضنك، والتهابات العيون، في ظل تصاعد العنف وعجز المنظومة الصحية.