
إنذار كيميائي يهدد السودان: كارثة إنسانية على الأبواب
يُواجه السودان خطراً جديداً يضاف إلى سلسلة المعاناة التي يعيشها منذ سنوات، حيث تُلوح في الأفق اتهامات خطيرة باستخدام أسلحة كيميائية في مناطق مأهولة بالسكان، مما يهدد بكارثة إنسانية قد تطال آلاف الأبرياء. وتأتي هذه الاتهامات الأمريكية، التي أدت إلى فرض عقوبات على السودان، في وقت تشتد فيه المعارك بين الأطراف المتحاربة، بينما يغيب أي حل سياسي يضع حداً لآلام الشعب السوداني.
تشير تقارير دولية وشهادات ميدانية إلى استخدام مواد كيميائية في مناطق مثل جبل موية ومليط والكومة والخرطوم، حيث تم رصد أعراض مروعة بين الضحايا، تشمل تقرحات جلدية حادة، وصعوبات تنفسية، وإسهالات دموية، وحميات شديدة، مما لا يدع مجالاً للشك في تعرضهم لمواد سامة. وتُظهر العينات المأخوذة من التربة والمياه، بل ومن جثث الضحايا، دلائل قاطعة على تلوث كيميائي خطير. ومع انهيار النظام الصحي وغياب الرعاية الطبية، تتحول المناطق المتضررة إلى ساحات موت، حيث يموت المرضى في العراء دون أدوية أو رعاية، فيما تتجاهل السلطات المحلية هذه الكارثة بشكل مريب.
لكن الخطر لا يقتصر على السودان وحده، بل يمتد إلى المنطقة بأكملها، خاصة مع احتمالات تسرب الأسلحة الكيميائية إلى جماعات مسلحة متطرفة، سواء تلك المتحالفة مع الجيش السوداني أو التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة. فوجود جماعات مثل الحوثيين وبوكو حرام، بالإضافة إلى النفوذ المتزايد لتنظيم الإخوان المسلمين في السودان، يزيد من مخاطر تحول البلاد إلى بؤرة تهديد إقليمي ودولي، خاصة مع الموقع الاستراتيجي للسودان على البحر الأحمر، الذي يعد شرياناً حيوياً للملاحة العالمية.
في ظل هذه الكارثة المتصاعدة، يجد الشعب السوداني نفسه أمام خيارين: إما الاستمرار في الصمت والانتظار حتى تتفاقم الأزمة، أو استغلال الضغوط الدولية، بما فيها العقوبات الأمريكية الأخيرة، للمطالبة بتحرك عاجل لوقف الحرب وفرض سلام دائم. فهل يكون هذا الإنذار الكيميائي الجرس الذي يوقظ الضمائر، أم أن العالم سيبقى متفرجاً حتى تتحول المأساة إلى إبادة جماعية؟
السؤال الأكبر الآن هو: من سيتحرك لإنقاذ السودان قبل فوات الأوان؟