
الحب هو ملهم الشعراء من قديم الزمان فهو أساس المشاعر الطيبة، وما أجمله إن كان حباً حقيقياً يُخلَّد فى ذاكرة التاريخ .
أرسلت لى الباشمهندسة أسيل أغنية جميلة وحنينة وهى لثنائي النغم تقول كلماتها :
أنا ما اتغيرتا وما اتنكرت ليك
ما نسيت الريدة وما ضنيت عليك
بس كتمت غرامي في جوه الضلوع
لما شفتك لاهي .. ما بترحم دموع
ما بتحس بالريدة والحب والخشوع !!!!!
“تمعنت فى الكلمات” وتساءلت فى نفسي هل هذه قصة فاشلة ام حب من جانب واحد ام ماذا !!؟؟
ولكن ما أعرفه أن الحب الصادق هو شعور عميق وقوي تجاه شخص آخر، يتميز بالاحترام والتقدير والقبول والرغبة في إسعاد الطرف الآخر. وهو شعور غير مشروط، لا يرتبط بعوامل خارجية مثل الجمال أو المال أو المكانة الاجتماعية ،، فبدأت أتساءل مرة أخرى لماذا فقد الشاعر محبوبته وقال :
خفت لو يا لاهي عديت ليك عتاب
وإنت خالي ولسه في زهو الشباب
أفقدك والدنيا تصبح .. لي خراب !!!!
هناك من يقول بأن الإنسان يستطيع أن يضع حدا لأحزانه وآلامه إذا كان واحداً من “ضحايا” الحب من طرف واحد، وهو أن ينهي العلاقة العاطفية التي يتعذب بسببها في الليل والنهار، ويضع لها حدا نهائياً لأنه معذب وهنا قال الشاعر :
إحتضنت عذابي والنوح والحزن
وارتضيت حرماني وأعصابي تمن
صرت أشرب دمعي وأوقات الشجن !!
ما اعرفه عن الحبيب لا يتغيَّر عليه الزمان ولا المكان في القلبِ الذي يُحبه، مهما تراخت به الأيام ، هذهِ بقية الرُّوح، إذا امتزجت بالحبِ في روح …
وهنا قال :
برضي ما اتغيرت ما خليت هواك
ما فتر تقديري مهما إزداد جفاك
بس براك الجافي .. والظالم براك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بينما انا تائه وأتأمل فى تلك الكلمات وفى نفس الوقت استمع لها بصوت مبدعة شابة فيه عذوبة ورقة وحزن لا تقل عن صوت ثنائي النغم صاحبات الأغنية ، فى هذه الأثناء تذكرت قصة طالبة الفنون الجميلة بجامعة لندن البريطانية جريزيلدا بأن الأقدار تخفي لها ما يجعلها تترك الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وتهاجر بأمر الحب للسودان لتستقر في إحدى مستعمرات بلادها الأصل والسبب هو قصة حب حقيقية صادقة جمعتها مع الدكتور عبد الله الطيب السودانى القروى المنحدر من إحدى قرى دامر المجذوب..
يقولون أن هذه الجريزيلدا تعلق قلبها بالبروفيسور عبد الله الرجل الطيب وتوّجا حبهما بالزواج الذي استمرت وشائجه حتى رحيل العلامة الطيب.
بذمتكم تأملوا قصة الحب هذه وكيف نجحت والأجمل أن بعد رحيل البروف عن دنيا الناس، إلا أن هذه الخواجية الوفية عكفت على حفظ وصيانة مُقتنياته الثمينة من الكتب والمراجع و رفضت العيش بعيدا عن السودان، وفاءا لقصة حب بَنتها في أربعينيات القرن الماضي ولبلد أفريقي جاءته محمولة “بسحر الشرق في حكايات ألف ليلة وليلة ، على حسب وجهة نظري انها قصة أغرب من الخيال ولكنها حقيقة .
فبل الختام/
ﺣﻜــــﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎفعي ﺍﻟﺒﺮﻳﺪﺍ..
ﻭﺭﻳﺪﺍ ﺷﻘــــﺎﻳﺎ ﻭﻋﺬﺍبي
ﺃﺣﻦ ﻟﻬﺎ ﺣﻦ ﺍﻟﻘﻤـــــﺎﺭﻯ ..
ﺗﻘﻮﻗﻴﺒـــــﺎ ﺃﻭﺗﺎﺭ ﺭﺑﺎبي
ﻭﺍﻫﻮﻯ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﻰ ﻫﻮﺍﻫﺎ ..
ﻭﻫﻮﺍﻫﺎ ﻗﺮﺍيتي ﻭﻛﺘﺎبي
ﻣﻨﻮ ﺍﻟﻘﺎﻝ ﻟﻴﻜـــــﻢ
ﻋﻘﻠﺖَّ … ﻭﺣﺎﺗﻜــــــــﻢ
ﺟﻨﻴﺖ ﺩﺍبي
ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻤﺎﻥ ﻟﻴﻬﺎ ﺃﻓﺎﺭﻕ …
ﺃﻓﺎﺭﻕ ﻋﻘـــــــلي
ﻭﺻﻮﺍبي
ختاما/
الخدار الفي خدودك
يوم تقالد الموجة ضفا
وزي عصافير فوق غصونا
مافي تب بيناتنا كلفا
نحنا حبنا ليكي صادق
ومستحيل ننساك ونجفا