مقالات الرأي

الجميل الفاضل يكتب: من تفاعلات كيمياء الحرب

سودان ستار

 

“حميدتي” رُبّانًا لسفينة “السودان الجديد”، و”الحلو” نائبًا له؟!

 

تقترب ملامح تشكيل مجلس رئاسي يتزامن مع إعلان “الحكومة الموازية” التي تلوح في الأفق، وفق سيناريو يتحدث عن تولي محمد حمدان دقلو “حميدتي” رئاسة المجلس، وعبدالعزيز آدم الحلو منصب نائب الرئيس.

هذا التحالف، الذي يجمع بين قائد قوات الدعم السريع وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، يثير تساؤلات كبرى حول مستقبل البلاد السياسي.

لكن اللافت في هذا السيناريو ليس مجرد قيام سلطة بديلة، بل ما يشبه “تفاعلًا كيميائيًا سياسيًا” غير مسبوق، يتمثل في أن يتصدر حميدتي رئاسة المجلس، ويكون الحلو نائبه.

هذا المزج بين قائد خرجت قواته من رحم جيش مؤدلج حارس لدولة الحركة الإسلامية، وبين زعيم لحركة ثورية تؤمن بالعلمانية والعدالة الاجتماعية، لا يبدو مجرد تحالف سياسي تقليدي، بل انعكاس لتحولات عميقة في بنية الدولة السودانية.

تدرج حميدتي من تاجر إبل إلى قائد قوات الدعم السريع، ثم إلى الرجل الثاني في دولة ما بعد البشير.

وقد شكّل صعوده ظاهرة سياسية واجتماعية،

فرضت نفسها على المشهد بقوة السلاح ومرونة التموضع.

ورغم التباين الكبير في الخلفيات والرؤى، إلا أن تقاطعات اللحظة دفعت الطرفين إلى الاقتراب.

يسعى حميدتي لتعزيز شرعيته السياسية، ويرى في التحالف مع الحلو فرصة لتوسيع قاعدته.

فيما يرى الحلو أن هذا التحالف يمثل أداة لتحقيق مطالبه في فصل الدين عن الدولة، وتأسيس نظام علماني.

القائد حميدتي، الذي صمد في حرب دخلت عامها الثالث، يبدو الآن أقرب ما يكون إلى مرحلة بناء شرعية جديدة، قد تتيح له لعب دور “المنقذ” أو “الشريك الضروري” في ترتيبات ما بعد الحرب.

وثمة فرصة حقيقية لأن يمنحه تبنّيه لقضايا الهامش رصيدًا رمزيًا مهمًا، وسط قطاعات واسعة من المواطنين، ليُسوق نفسه كصوت من أصوات الأغلبية المسحوقة.

وعلى النقيض، يظل عبدالعزيز الحلو مشروعًا أيديولوجيًا صلبًا، يؤمن بالعلمانية وحق تقرير المصير، وله تاريخ نضالي طويل.

تحالفه مع حميدتي يبدو صادمًا للبعض، لكنه من زاوية براغماتية قد يشكل نقطة تحوّل كبيرة في تاريخ السودان، إذ انطلقت شراكتهما من أقصى طرفين سياسيين، لتلتقيا الآن عند نقطة تحول قد تغير المعادلة بأكملها.

 

 

تنويه مهم:

تمت الاستعانة في إعداد هذا المقال بخدمة “ChatGPT” من شركة “OpenAI”، وهي منصة ذكية أُطلقت في نوفمبر 2022، تعتمد على نماذج لغوية متقدمة، وتُستخدم على نطاق واسع في تحليل النصوص، وتحرير المحتوى، وتقديم الدعم البحثي.

ورغم دقتها العالية في معالجة اللغة، فإن استخدامها في قضايا متغيرة أو حساسة يتطلب تحققًا إضافيًا لضمان الدقة والمصداقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى