
قال د. علاء الدين، عضو تحالف “تأسيس” والمجلس الانتقالي وحزب التجمع، إن السودان اليوم يخضع لحكم فعلي تقوده القوات المسلحة، التي وصفها بأنها الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين/حزب المؤتمر الوطني. وأكد أن هذه القوات لم تعد تمثل الجيش السوداني، بل تحوّلت إلى أداة لإحياء نظام البشير الذي أسقطته الثورة.
وفي تصريحات حادة، أشار د. علاء إلى أن جماعة الإخوان تسللت خلال المرحلة الانتقالية إلى الأحزاب السياسية والنقابات والأجهزة الأمنية وحتى لجان المقاومة، مستغلة نفوذها داخل الجيش لعرقلة مسار الثورة، وصولًا إلى انقلاب 25 أكتوبر 2021، ثم إشعال الحرب في 15 أبريل 2023.
وأوضح أن الجماعة استحوذت على السلاح الرسمي وشكّلت قوات موازية مثل الدعم السريع، والتي رغم دعمها لثورة ديسمبر 2018، وقعت في فخ الانقلاب بسبب اختراق ضباط الإخوان لصفوفها. وأضاف أن قائد الدعم السريع ندم لاحقًا وسعى لاستعادة المرحلة الانتقالية عبر “الاتفاق الإطاري”، لكن الجيش أفشل ذلك بإشعال الحرب.
واعتبر د. علاء أن وصف “الدعم السريع” بـ”الجنجويد” هو حملة دعائية مضللة من إعلام النظام البائد، هدفها شيطنة خصوم العسكر وتضليل الرأي العام.
وفي انتقاد مباشر، وصف د. علاء الحكومة الحالية بأنها تمارس نظام فصل عنصري، يعتمد على التمييز العرقي والقبلي، ويحرم شرائح واسعة من الشعب من التعليم والرعاية الصحية، ويُخضعهم لما أسماه “قانون الوجوه الغريبة”.
وأشار إلى أن كل محاولات السلام في العامين الماضيين تم إجهاضها عمدًا من قبل المؤسسة العسكرية، التي استغلت الوقت لتكوين تحالفات وتسليح نفسها لإعادة الإخوان إلى السلطة. كما أدان الحملات التي تستهدف الدول المجاورة الداعمة لمبادرات إنهاء الحرب.
وعن مستقبل السودان، شدد د. علاء على أن إعلان حكومة التجمع سيتم من داخل البلاد، وليس من الخارج، مؤكدًا أن الحديث عن تقسيم السودان ليس إلا دعاية كاذبة، قائلاً: “نحن لا نمزق الوطن، بل نعيد الحقوق لمن حُرموا منها طويلاً”.
واختتم بالتأكيد على أن تحالفي “تأسيس” و”التجمع” يعملان من أجل سودان ديمقراطي لا مركزي، يحترم تنوعه الثقافي والعرقي، ويقوم على شراكة متوازنة بين المدنيين والعسكريين، داعيًا إلى تحرك سياسي وعسكري وشعبي ودبلوماسي حقيقي لدفع الجيش نحو سلام جاد لا مزيف.