شعر

نور الدين كويحيا: الوليمة

سودان ستار

 

اذبحوا الطَّيرَ الذي غادر قفصهْ،

اذبحوا ديكاً.. أو حمامةً

اذبحوا قلباً

أو حلماً آخر

يجب أن تكفي الوليمةُ

أهل القرية،

يجب أن تكفي شعوباً

حطّابين

وشعراءً يزورن البلاط كثيراً.

 

كنتُ هنا،

أرقبُ قلبي يُذبح 

ومع كلِّ تمريرة للسّكينْ

كانت البسملاتُ تتزايد

أرقبُ الوقت وهو يدس 

تكاتهِ في عقلي..

عقلي طاحونةُ هواءٍ

عقلي مطرقةٌ ومسمارٌ قديم

عقلي جدارٌ متهدم.

 

في طاولةِ العشاء،

ووجوهٌ مألوفةٌ تنظر صوبي

أقف كمن بصقَ داخله

كمن يُرى..

كانوا يأكلون بِنهم

ودماءٌ صدئة تسيل من أفواههم

قلبي هناك

ينبضُ.

 

كان عليّ أن أدس خوفي تحت الطاولة

أن أخفيهِ جيداً كقطٍّ أسود،

أن أقول: لا مشكلة

قلبي شهيٌّ.. أضيف القليل من الملح

وأضحك مِلأ فمي.

 

عندما انتهت الوليمةُ،

ألقى الشّاعر قصيدة

يمدح فيها الغزال التائهَ

والغابة التي تمنح الفؤوس بوفرةٍ

ورؤوس العصافيرِ الشّهية

يدعو الرّب..

ويمسح على الإيمان الكثيرِ في قلبه.

 

كنتُ هناك.. غزالاً تائهاً،

رحلَ الجميع

وأنا..

من تحت الطاولة

أسحبُ خوفي

وتحت الطاولةِ

أتقيأ لحمَ قلبي

وحزنهُ الأسود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى