حيز حضري

هل سمعت عن مدينة يعيش سكانها تحت الأرض؟: كوبر بيدي أغرب مدينة في العالم …!!

سودان ستار

مدينة كوبر بيدي – الحاضرة تحت الأرض 

 

تُعدّ مدينة كوبر بيدي (Coober Pedy) من أغرب المدن في العالم وأكثرها تفرّدًا في طابعها المعماري والمعيشي. تقع هذه البلدة في شمال ولاية جنوب أستراليا، وهي مشهورة عالميًا بأنها عاصمة الأوبال وبتقنية السكن تحت الأرض التي طوِّرت هربًا من حرارة الصحراء القاسية. تأسست كوبر بيدي بعد اكتشاف الأوبال في بدايات القرن العشرين، ولا تزال حتى اليوم مركزًا رئيسيًا لتعدينه.

 

الجغرافيا والموقع 

 

تقع كوبر بيدي على طريق ستيوارت في شمال ولاية جنوب أستراليا، على بُعد نحو 846 كيلومترًا شمال مدينة أدليد. تحيط بها مناظر صحراوية شبه قاحلة وتلال منخفضة تُعرف باسم Stuart Range. تتخلل المنطقة أراضٍ مقطعة بمخلفات التعدين والفتحات التي تمنحها مظهرًا يشبه سطح القمر، خصوصًا في مناطق مثل Moon Plain وThe Breakaways.

 

المناخ 

 

تتمتع المدينة بمناخ صحراوي قاسٍ، حيث ترتفع درجات الحرارة صيفًا بشكل كبير وتنخفض شتاءً. يبلغ متوسط أقصى درجة حرارة سنوية حوالي 27.8°م، في حين يبلغ متوسط أدنى درجة حرارة نحو 14.2°م. كما أن معدل هطول الأمطار منخفض جدًا، إذ لا يتجاوز 144 ملم سنويًا وفقًا لإحصاءات مكتب الأرصاد الأسترالي.

 

التاريخ وتطور التعدين 

 

بدأت قصة كوبر بيدي مع اكتشاف الأوبال في المنطقة عام 1915، مما جذب المنقبين والمغامرين وأسّس نواة البلدة. تطوّر التعدين فيها على مراحل، خاصة مع إدخال المعدات الميكانيكية منذ سبعينيات القرن العشرين، ما غيّر طرق الحفر ورفع الإنتاجية. وبمرور الوقت، أصبحت البلدة تضم مئات الآلاف من مداخل المناجم المنتشرة في الحقول المحيطة.

 

المعيشة تحت الأرض 

 

اختار سكان كوبر بيدي العيش تحت الأرض هربًا من درجات الحرارة المرتفعة وشح المياه. فالحفر في التلال الصخرية يوفر عزلًا حراريًا طبيعيًا يحافظ على درجة حرارة مريحة تتراوح بين 23 و25 درجة مئوية على مدار العام. ولهذا السبب، انتشرت المساكن المعروفة باسم dugouts، وهي منازل محفورة داخل الصخور تضم غرفًا، مطابخ، وأحيانًا نوافذ تطل على باحات داخلية. حتى الفنادق، والكنائس، والمتاحف في المدينة بنيت تحت الأرض، وأصبحت هذه الميزة المعمارية من أبرز معالمها السياحية.

 

السكان والاقتصاد 

 

يتراوح عدد سكان كوبر بيدي بين 1,500 و2,000 نسمة تقريبًا، ويتقلّب بحسب النشاط الاقتصادي. يعتمد اقتصاد المدينة أساسًا على تعدين الأوبال، إضافة إلى السياحة وبعض الخدمات المحلية. ورغم شهرتها التاريخية، تواجه المدينة اليوم تحديات اقتصادية وبنيوية، منها تراجع أعداد السكان وإغلاق بعض الخدمات الحيوية.

 

السياحة والمعالم 

 

تُعدّ كوبر بيدي وجهة سياحية مميزة لمحبي المغامرة واكتشاف البيئات الفريدة. من أبرز معالمها متحف ومنجم Umoona، وOld Timers Mine، وTom’s Opal Mine، إضافة إلى حديقة Kanku–The Breakaways التي تقدم مناظر صخرية خلابة. كما تضم المدينة ملعب غولف بلا عشب، ودور عرض سينمائي تحت الأرض.

وتتوفر للزائرين جولات داخل المناجم وتجارب حفر للبحث عن الأوبال، إلى جانب زيارات للمنازل تحت الأرض والتصوير في المناظر الصحراوية المدهشة. ولطبيعة الطرق الطويلة والخدمات المحدودة، يُنصح الزائرون بالتحضير الجيد قبل الوصول إلى المدينة.

 

القضايا والبنية التحتية 

 

شهدت كوبر بيدي خلال السنوات الأخيرة تحديات في الإدارة المحلية والبنية التحتية، منها صعوبات مالية لمجلس المدينة ومشكلات في شبكة المياه القديمة. وقد تدخلت السلطات الأسترالية لمعالجة هذه القضايا وتحسين الخدمات العامة. كما تُواجه البلدة تحديات بيئية متعلقة بآلاف المناجم المهجورة التي تشكّل خطرًا على السلامة العامة، مما استدعى فرض لوائح صارمة لتأمين المناطق.

 

نصائح للزائرين 

 

توفّر الإقامة تحت الأرض تجربة فريدة لا تُنسى، وتُنصح الحجوزات المسبقة خصوصًا في مواسم الذروة السياحية. كما يُستحسن تجهيز المركبات بالماء والوقود والمؤن الكافية نظرًا لبعد المسافات بين الخدمات. ويُعد الربيع والخريف أفضل وقتين للزيارة لتجنب حرارة الصيف وبرودة الشتاء.

 

المراجع ويكيبيديا – Coober Pedy موسوعة Britannica موقع بلدية Coober Pedy SA مكتب الأرصاد الأسترالي (BOM) تقارير AdelaideNow الإخبارية حول الإدارة المحلية 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى