في المجتمع عادة تظهر معادن الناس في وقت الشدائد و عندما يأتي الحديث عن العمل التطوعي لابد من الحديث عن رملة إبراهيم أحمد البنت التي تتدفّق إنسانية و تمتلئ بالمودة ، لقد بذلت الأستاذة رملة جهودها الكبيرة لخدمة الناس و أسست مع آخرين مبادرتها ” فك الريق ” التي قامت بفكرة بسيطة ثم أخذت تتوسع و توفر الخدمات الإنسانية و الدعم الإجتماعي و النفسي للناس في أماكن النزاع من النازحين و اللاجئين .
تم تأسيس مبادرة ” فك الريق ” بمعسكر زمزم للنازحين خلال فترة الحرب في السودان و قد وفّرت المبادرة خدماتها للنازحين الذين وفدوا إلى معسكر زمزم من ( الفاشر ، أبو زريقة ، شقرة ، سلومات ….ألخ ) خصوصاً و أن عدد النازحين في تزايد مستمر و مراكز الإيواء في حالة مأساوية بحيث ينفطر القلب عندما ترى طفلاً جائعاً و لا تستطيع أن تقدم له أي شيء ، كان حماسها كبير و أفكارها جميلة لقد أحبها أطفال النازحين و أمهاتهم لما قدمتها من عمل في مراكز الإيواء و مساهماتها في عمل التكايا .
بعد رحلة طويلة من العمل التطوعي و بعد أن سافرت رملة إلى تشاد في رحلة لجوء إستأنفت عملها في مراكز الإيواء في الطينة التشادية ” بامي جورا ” و قدّمت وجبات للأطفال و دعم نفسي في مخيمات اللاجئين بشراكات و تعاون مع غُرف الطوارئ بمحلية الطينة ، و بعض المبادرين المحليين من أشخاص و جهات مثل منظمة ظلال الرحمة و غيرها ، في رحلة كفاح طويلة تسعى رملة اليوم إلى تطوير هذه المبادرة حتى تصل إلى كل شرائح المجتمع الضعيفة التي بحاجة لأيدي شبابها في سبيل تخفيف المعاناة و ضغط الحياة في معسكرات النازحين و اللاجئين .