مقالات الرأي

عمر ترتوري يكتب: أشرف الكاردينال الرجل الذي يبني ولا يهدم 

سودان ستار

عمر ترتوري يكتب. . .

 

أشرف الكاردينال الرجل الذي يبني ولا يهدم 

 

لقد خلق الله هذه الدنيا، وجعلها مزرعة للآخرة، لذا فإن السعيد من يزرعها بالطيبات، لينال برحمة الله تعالى الأجر والثواب في الآخرة.

 

هذه مقدمة بسيطة لأدخل في الموضوع مباشرة، حيث تابعت كغيري عبر وسائل التواصل المختلفة في الأيام القريبة الماضية أن هناك خلافًا بينه وبين منظومة لا أريد أن أسميها أو أتحدث عن الخلاف؛ لأن هناك قضاءً سودانيًا مشهودًا له بالكفاءة والنزاهة، بما فيها الحقوق المالية.

 

ما يهمني هنا هو أن ما قام به الدكتور أشرف الكاردينال، رئيس نادي الهلال الأسبق، من أعمال البر والخير والإحسان لا يخفى على أحد، فجهوده في جميع ولايات السودان وحتى دول الجوار، فكثيرًا ما كان يراسلني صديقه الشخصي رجل الأعمال محمد جلال، وأسأله: وين موقعك؟ فيُجيبني بأنه هو والكاردينال في إثيوبيا أو إريتريا أو جنوبنا الحبيب، وذلك ليس للنزهة، بل لافتتاح أعمال خيرية قام بها أشرف الكاردينال؛ لأنه أشرف، يعطي ولا يأخذ. إنه رجل مغرم بحب الخير، فكم من مستشفى تبرع به، وحتى دار المسنين لم ينْسَها.

 

الكاردينال رجل سوداني أصيل وبسيط، يعرف جل الهلالاب، وحتى المريخاب، بل كل أبناء الوطن، ولا يفرق بين هذا وذاك.

 

لأول مرة التقيت بالكاردينال عبر إحدى احتفالات قناة الهلال، وبرغم أنني كنت مريضًا وقادمًا من سفر، إلا أنني لبيت الدعوة بواسطة حبيبنا محمد جلال، وهناك التقيت بكبار الهلالاب الخلّص وبعضًا من قدامى اللاعبين، وأيضًا التقيت بأشخاص أعتبرهم قامات، منهم: الجنرال حسن فضل المولى، الذي صنع لنا مؤسسة إعلامية راقية، والمرحوم الملحن الكبير عمر الشاعر، الذي كان يقف متميزًا بتنوع نغماته وإيقاعاتها، والصحفي المريخي الكبير مزمل أبو القاسم، وغيرهم.

 

أشرف الكاردينال التقيته، وقدمني له محمد جلال، فسلّم عليّ بالأحضان، وكأنه يعرفني من سنين عددا، وشدني إليه حسن خُلقه، المتمثل في تواضعه تواضعًا جمًّا يجذبك إليه، مع أن الكبرياء لو كانت لها مقومات فإنها تنطبق عليه شكلاً وموضوعًا، لأنه يمتلك كثيرًا من هذه المقومات، إن لم تكن كلها: نسب شريف، مال وفير، عقل راجح، وساعتها كان رئيسًا لأكبر نادٍ سوداني، وهو الهلال، بالإضافة لحُسن خَلق وخُلق، وشخصية جذابة، لكنه واثق بنفسه بعد فضل الله، وأعطته ميزة التواضع، التي مكنته من التواصل والتأثير والقرب من الناس.

 

أتعجب من بعض الناس الذين عاشرتهم متكبرين وشبه مفلسين، ولكنهم متغطرسون، ظانين أنهم فوق الناس، متناسين أنهم لا شيء، فيهم أكثر من الناس إن لم يكونوا دونهم.

 

أشرف الكاردينال، بتلك الصفات التي ذكرتها، لا أظنه يختلف مع أحد إلا إذا كان محقًا أو مظلومًا، ولكن أتمنى طيّ الخلاف ما بينه وأي جهة، لأن أمثال أشرف يجب أن تشجعهم الدولة، وكلنا كمواطنين، للبقاء في السودان، ليساهموا في إعمار ما دمرته الحرب، وبالذات الخرطوم، نتمناها أن تكون عاصمة مثلها كمثل عواصم الخليج.

 

لا أنسى أشرف الكاردينال، عندما هممت مغادرًا الحفل بساحة قناة الهلال، وأنا بالباب الخارجي، وصاح بأعلى صوته، وبعفويته المعروفة:

ما تمشي يا ترتوري، أنا عاوزك.

ولكنني لم أنتظره، وركبت سيارتي، ومعي سيدة الأعمال تهاني عرفات، وأسرعت لأنني شعرت بالإعياء والتعب، وكنت أتمنى أن ألتقيه وأنا بكامل عافيتي.

 

أخيرًا:

 

الخير والشر وجهان للبذرة التي تزرعها وتنتظر قطاف ثمرتها، أو هناك من يقطفها. فإذا زرعت الأمانة فسوف تحصد الثقة، وإذا زرعت الشر ستحصد الشر، وإذا زرعت الحب سوف تحصد الاحترام، وإذا زرعت المثابرة فستحصد النجاح، وإذا زرعت العطاء فسوف تحصد الدعاء، وإذا زرعت التواضع فستحصد حب الناس.

وما تزرعه اليوم تحصده غدًا، وعلى نياتكم تحصدون.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى