“الدولة هي تجسيد للفكر الأخلاقي والأخلاق الفردية للشعوب.”
هيغل
التحدي الذي واجه السودانيين مُنذ الإستقلال هو نفس التحدي الذي يواجههم اليوم، و هو قيام دولة الديمقراطية و العدالة الإجتماعية.
التنوع و تعدد الثقافات سلاح ذو حدين
قال ماكس فيبر عن الثقافة “لا يُوجد تحليل علمي موضوعي مُطلَق للثقافة. كلُّ معرفة بالواقع الثقافي هي المعرفة دائماً من وجهات نظر معينة”. فالقول بأن الثقافة السودانية هي كذا و ثوابت الأمة السودانية هي كذا و إغفال تنوع و تعدد الثقافات هو حركة خطيرة تنتهي بالحروب.
يتميز السودان بتنوع كبير، أعراق و أعراف و أديان و مذاهب و ثقافات، و يكاد يكون السودان الدولة الأكثر تنوعاً في العالم، و هو تنوع أصيل ضارب في القدم، هذا التنوع سلاح ذو حدين فإما دولة حديثة متطورة و إما دولة متخلفة تعيش في الحروب .
الفاشستية لن تنجح في السودان
و السودان بهذا التنوع لايمكن أن يُحكم من وجهة نظر أُحادية فاشستية تحتكر الحق و الحقيقة كما قال موسوليني و هو أستاذ هتلر ” لدى الفاشستي فإن كل شيء في الدولة، وليس هناك معنى إنساني، أو معنى روحي، بل وأقل من ذلك، فليس هناك أي معنى ذا قيمة يمكن أن يكون خارج الدولة، وبهذا المفهوم فان الفاشية مطلقة، والدولة بوصفها تعبيراً شاملاً عن الإرادة الأخلاقية، هي الحق، وهي صانعة الحقوق”.
التطور ضرورة حتمية
السودان قادم دون أدنى ريب، و السؤال هو متى و كيف؟. التطور ضرورة حتمية. و كل المحاولات هي في إتجاه تحفيز هذا التطور و تقليل زمنه وتقليل تكلفته. عُمدة الدولة الحديثة هي الوعي الجمعي، أو الرأي العام المتسامح الذي يكون القانون هو مثله الأعلى و الذي لا يضيق بأنماط السلوك المختلفة طالما كان هذا السلوك قانوني.
ما هي الجريمة
الجريمة هي عدم إيجاد نظام حكم مناسب لإدارة التنوع في السودان يحترم كل الشعوب السودانية المختلفة و يقوم على المساواة بين السودانيين من حيث هم سودانيين.
ما هو العقاب
العقاب هو الحروب و التخلف و الجهل و الفقر.
من هو البطل
يُحكي أن سقراط وقف ذات يوم أمام متجر فسيح إمتلأ بألوان السلع فجعل يقلب فيه البصر ثم قال “ما أكثر الأشياء التي لا أحتاج إليها”. حين تتوفر دوافع القتال و مبررات الإنتقام، البطل هو الذي يكسر هذه الحلقة الشريرة و يختار السلام و دولة العدالة الإجتماعية.
