يُعدّ كتاب “اللاطمأنينة” للفيلسوف والشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا من أهم الأعمال الأدبية التي تناولت موضوعات القلق، الضجر، والبحث العميق عن الذات، بأسلوب فلسفي نثري وشعري في آن واحد.
الكتاب يُقدم لنا مجموعة من التأملات واليوميات الداخلية التي تعكس صراع الكاتب بين رغبته الجامحة في التعبير والكتابة، واحتقاره الذاتي الذي يراه أحياناً إهانةً للنفس. هذا التوتر النفسي العميق يظهر جلياً في نصوص الكتاب التي تنقل القارئ إلى حالة من اللاطمأنينة المستمرة، تلك الحالة التي تُمثلها عنوان الكتاب نفسه.
يمزج بيسوا في “اللاطمأنينة” بين الشعر والنثر، مما يعطي النصوص عمقاً فلسفياً وروحياً متميزاً. كما يتضح تأثره بفلاسفة كبار مثل النفري والحلاج، حيث يحمل الكتاب أصداءً من الصوفية والتأمل الروحي، ويطرح تساؤلات وجودية حول معنى الحياة، النعمة، والصفاء الداخلي.
الترجمة العربية للكتاب قام بها المهدي أخريف، ونُشر عن المركز الثقافي العربي، حيث أصبح الكتاب مرجعاً هاماً لمن يبحث عن فهم أعمق للحالة الإنسانية، خاصة في عالم يعجّ بالضجيج النفسي والتوترات الوجودية.
يحتوي الكتاب على حوالي 560 صفحة من التأملات التي تدمج بين الإحساس بالاغتراب والحنين إلى السلام الداخلي، ما يجعله تجربة قراءة فريدة تجذب القارئ إلى عوالم نفسية وفلسفية غنية.
يمكن الحصول على الكتاب بسهولة من مكتبات مثل مكتبة جرير بأسعار مناسبة، وهو خيار ممتاز لمن يرغب في التعمق في أدب بيسوا وفلسفته.
في الختام، “اللاطمأنينة” هو رحلة داخل النفس البشرية بكل تعقيداتها، وكفاح مستمر للعثور على السلام الذاتي وسط اضطرابات الحياة.
