الألعبان عاريا: المسيح في كنف الملك ناتاك أماني: قراءة مروية بديلة لنهاية يسوع ونشأة الكنيسة الأولى
سودان ستار

تقدّم رواية “الألعبان عارياً” فرضية تاريخية-روحية جذرية مفادها أن المسيح لم يُصلب، بل نجا من المؤامرة اليهودية-الرومانية، وفرّ إلى مملكة مروي حيث استُضيف سراً من قبل الملك ناتاك أماني، زوج الكنداكة أماني تيري، وحظي برعاية ملكية إلى أن وافته المنية هناك. في أعقاب ذلك، تم تشييد أول كنيس مسيحي في التاريخ على يد هذا الملك.
أطر التأريخ والدلالة:
الملك ناتاك أماني، حَكم في أوائل القرن الأول الميلادي، ويُعتقد أنه عاصر يسوع بحسب التأريخ المروي
الملكة أماني تيري، كنداكة مروي، تذكر في النقوش الملكية وتُعدّ من أبرز نساء المملكة
الحدث الرئيسي لقاء يسوع بالملك (الحاج) في مكان مجهول خارج فلسطين بعد نجاته، ثم نقله إلى مروي سراً ضمن الحاشية
الدين السابق للملك يهودي، ورث العقيدة من سلفه الملك تهارقا الذي ناصر أورشليم ضد الآشوريين
التحول الديني آمن ناتاك أماني بالمسيح بعد أن رأى كراماته، واعتبره النبي الموعود
المبادرة الملكية حمى المسيح، وعامله كـ”نبي ملكي” حتى وفاته، ثم أمر برسم صورته وبناء أول كنيس تكريمي له
اللوحة رسمها فنان مروي معاصر بعد وفاة يسوع، بناءً على أوصاف سردها ناتاك أماني
مكان اللوحة اليوم محفوظة في حجرة خاصة داخل الفاتيكان، لا تُعرض إلا للبابا عند التنصيب (بحسب الرواية)
أهمية الموقع الكنيسة الطينية تحت كنيسة فرس، أقدم موضع تعبدي مسيحي بحسب الرواية
المصادر المروية والموازية:
1. سفر أعمال الرسل 8 – ذِكر الخصي الحبشي الذي يقرأ إشعياء؛ تقترح الرواية أن اللقاء الحقيقي تم بين يسوع وناتاك، لا فيلبس والخصي.
2. سفر الملوك الثاني 19:9 – ذِكر تهارقا، الملك الكوشي الذي أنقذ أورشليم؛ تؤصّل الرواية لجذور يهودية-كوشية سابقة.
3. السجل الملكي المروي – نقوش ناتاك أماني وأماني تيري تُؤرَّخ إلى ما بين 1–40م، مما يتزامن مع حياة المسيح.
4. اللفافات المروية (بحسب الرواية) – مذكور فيها وصف للرحلة، الكنيس، واللوحة.
الدلالات التاريخية واللاهوتية:
– تُخرِج هذه الرواية المسيح من النموذج الروماني/العبري إلى إطار كوشي/إفريقي.
– تضع أول تأسيس كنسي في مروي بدلاّ من أنطاكية أو أورشليم.
– تُعيد اللوحة المفقودة للمسيح الأسود إلى جذور كوشية، لا أوروبية.
– تُفسِّر الرواية غياب قبر المسيح، وأسطورة الصعود، من خلال موت طبيعي ومكان دفن مخفي في مروي.
خاتمة:
يُمثّل هذا التصور السردي عملاً فريداً يدمج بين الأدب والتاريخ واللاهوت، وينقل مركز الثقل من سردية بيضاء رومانية إلى أخرى سودانية مروية. إنها دعوة لإعادة قراءة النصوص المقدسة والآثار المسكوت عنها من زاوية حضارية مغايرة.