خلاصة كتاب: فضاءات الرأسمالية العالمية – نظرية التنمية الجغرافية غير المتكافئة
سودان ستار

يتناول ديفيد هارفي في هذا الكتاب العلاقة بين الرأسمالية والتنمية الجغرافية غير المتساوية، حيث يوضح كيف تُنتج الرأسمالية تفاوتًا دائمًا في النمو الاقتصادي عبر المناطق والدول. ويقدم إطارًا نظريًا لفهم هذا التفاوت من خلال منظور الجغرافيا السياسية والاقتصاد الماركسي.
يرى هارفي أن الرأسمالية لا يمكن أن توجد بدون “حيز” توسعي، أي أنها تحتاج دائمًا إلى إعادة توزيع الفائض الاقتصادي في أماكن جديدة مثل المدن، الدول، والأسواق. تستخدم الرأسمالية “التحول الجغرافي” لتجاوز أزماتها، أي نقل الأزمة من مكان إلى آخر بدلاً من حلها.
يناقش كيف أن الرأسمالية تُحدث نموًا سريعًا في مناطق معينة مثل المدن العالمية، بينما تهمّش مناطق أخرى. التنمية غير المتساوية ليست فشلًا للرأسمالية، بل هي إحدى آلياتها الأساسية.
يشكك في الخطاب الليبرالي للعولمة باعتباره “شاملًا”، ويرى أنها تخدم مراكز القوة في النظام الرأسمالي وتعيد إنتاج الهيمنة الغربية. يشير إلى أن “عولمة رأس المال” تتم عبر أدوات مثل صندوق النقد الدولي، والشركات متعددة الجنسيات، التي تعزز التفاوت بدلًا من تجاوزه.
يبرز كيف أن الدولة ليست محايدة، بل تعمل كأداة لتوجيه الموارد والفرص ضمن النظام الرأسمالي العالمي، وتساهم في التفاوت الجغرافي.
يربط بين التحول العمراني مثل التوسع الحضري، مشاريع البنية التحتية الضخمة، والمضاربات العقارية وبين منطق تراكم رأس المال، مشيرًا إلى دور المدن كأدوات “لامتصاص الفائض”.
يُعد هذا العمل من أبرز المساهمات النظرية في الجغرافيا الماركسية، ويقدم إطارًا لفهم التفاوت العالمي في ضوء الاقتصاد السياسي. وهو مناسب للباحثين في مجالات الجغرافيا، الاقتصاد، الدراسات الحضرية، والسياسات الدولية.
كتاب “Spaces of Global Capitalism” هو تحليل نقدي عميق يوضح كيف تُعيد الرأسمالية إنتاج نفسها عبر التفاوت الجغرافي والتنمية غير المتساوية، ويضع بذلك نظرية متقدمة لفهم كيف يتشكل “الحيز العالمي” في ظل ديناميكيات رأس المال.