محلية اجتماعية

عودة الموظفين إلى العمل في ولاية الخرطوم تضعهم أمام تحديات صعبة

سودان ستار

 

عودة الموظفين في ولاية الخرطوم: صراع بين الواقع والقرار

 

أثار قرار ولاية الخرطوم بعودة الموظفين إلى العمل بحلول الخامس عشر من يونيو المقبل حالة من الصدمة والقلق لدى العديد من الموظفين، ومن بينهم مقبولة البشير، التي كانت قد نزحت مع والدتها المريضة بالسرطان إلى مصر بسبب النزاع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2021. يجد هذا القرار مقبولة في موقف صعب للغاية، حيث يتطلب منها العودة إلى الخرطوم في وقت حرج تحتاج فيه والدتها إلى رعاية طبية مستمرة، وهو ما قد يعرضها لمخاطر صحية جسيمة.

 

مقبولة تؤكد أن العودة إلى العمل في هذه الظروف الصعبة قد يؤثر بشكل سلبي على صحة والدتها، خصوصًا أن حالتها الصحية تتطلب الرعاية اليومية القريبة من المؤسسات العلاجية. كما أوضحت أن راتبها من الوظيفة الحكومية يعد المصدر الأساسي لدعم علاج والدتها، مما يزيد من تعقيد الموقف.

 

قرار ولاية الخرطوم جاء بعد أن أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي عن إنهاء الإجازة المفتوحة التي مُنحت للموظفين منذ أبريل 2023. حيث حددت الحكومة منتصف يونيو موعدًا نهائيًا لعودة الموظفين، مشيرة إلى ضرورة استئناف العمل لتلبية احتياجات مرحلة إعادة الإعمار في الولاية.

 

ورغم ذلك، تواجه كثير من الحالات مثل حالة مقبولة تحديات كبيرة، إذ لا يزال العديد من الموظفين يواجهون صعوبة في العودة بسبب تدمير منازلهم أو غياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى انتشار الأمراض مثل الكوليرا والملاريا.

 

وأشار موظف آخر في وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم إلى أنه لا يستطيع العودة في الوقت المحدد بسبب فقدان منزله الذي تعرض للنهب، مع ضرورة إصلاحه قبل العودة. وأضاف أنه يعاني من نقص المال الكافي لإجراء الإصلاحات الضرورية، كما أن الوضع الأمني في الخرطوم لا يبعث على الاطمئنان.

 

من جهة أخرى، أعلن الموظف خالد يوسف الذي لجأ إلى أوغندا عن رفضه العودة بسبب الأوضاع الأمنية السيئة في الخرطوم، إلى جانب غياب الخدمات الصحية والتعليمية. وأشار إلى أن الحرب قد دمرت كل شيء في العاصمة.

 

فيما شدد متحدث باسم حكومة ولاية الخرطوم على أن الوضع الأمني في المدينة قد تحسن، وأن الحكومة تعمل على استعادة الحياة المدنية تدريجيًا، إلا أن العديد من العاملين في الحكومة يعانون من صعوبة العودة في الوقت الراهن بسبب الظروف القاهرة.

 

وأثار قرار العودة أيضًا انتقادات من قبل النقابات المهنية، حيث اعتبر شوقي عبد العظيم، المتحدث باسم تنسيقية المهنيين والنقابات السودانية، أن القرار يفتقر إلى أي خطة حقيقية لتحسين الأوضاع المعيشية في الخرطوم، مشيرًا إلى أن هذا القرار يأتي في سياق سياسي بحت، يحاول إظهار “تحرير الخرطوم” وإقناع المجتمع الدولي بإمكانية استعادة الحياة الطبيعية في المدينة.

 

وأخيرًا، يبقى قرار العودة معلقًا حتى يتم معالجة القضايا الأساسية مثل استعادة الخدمات الضرورية وتوقف القتال، فالموظفون في الخرطوم بحاجة إلى بيئة آمنة ومستقرة قبل أن يتمكنوا من العودة إلى عملهم بسلام.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى