
أعربت قطاعات كبيرة عن استنكارها لتصريحات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الخدمة المدنية في بورتسودان يوم أمس، حيث قال إنه لا مكان للمجد “للساتك” وأن المجد يعود فقط للبندقية، معبرًا عن رفضه للعودة إلى الإضرابات والعصيان والمظاهرات.
تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي مع صور “اللساتك”، وهي إطارات السيارات، حيث أصبحت رمزًا لثورة ديسمبر. كما انتشرت عدة “هاشتاقات” تعبر عن استمرار ثورة ديسمبر وشعاراتها.
يقول فائز حسن من لجان مقاومة القيادات في الخرطوم لراديو دبنقا إن الشعب السوداني الذي خرج في ثورة ديسمبر وأسقط البشير هو الذي ساهم في وصول البرهان إلى قيادة القوات المسلحة. ووصف تصريحات البرهان بأنها استهتار وسخرية من أدوات النضال السلمي مثل التظاهر والهتاف والعصيان المدني والاعتصام، التي تهدف إلى تحقيق أهداف الثورة. وأكد أنهم لن يلجأوا إلى استخدام البندقية التي يمجدها البرهان، والتي قال إنها كانت سببًا في الحروب الطويلة في السودان.
وأشار إلى أن شباب الثورة تولوا مسؤولية إدارة العمل الصحي والإنساني في بداية الحرب، في ظل غياب البرهان وغياب مؤسسات الدولة.
من ناحيته، استنكر القيادي في الشبكة الشبابية ولجان المقاومة مهند عرابي خطاب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان. ورأى أنه يعدّ استهانة بأدوات القوة الجماهيرية، موضحاً أنه يكشف عن موقف البرهان تجاه القوى السياسية السودانية وحقها في ممارسة النشاط السياسي.
اعتبر في مقابلة مع راديو دبنقا أن الخطاب يمثل إغلاقًا حاسمًا للباب أمام القوى السياسية المدنية التي تدعو للسلام وترفض الحرب. وأكد على أن حقوق التعبير والتنظيم والممارسة السياسية هي حقوق مكفولة بموجب المواثيق الدولية والقوانين المحلية. وأضاف أن تصريحات البرهان تتماشى مع ما يحدث من تضييق على المدنيين، والذي يتمثل في الاعتقالات وفتح بلاغات غير مبررة ومحاكمات ظالمة بحق أعضاء القوى السياسية ونشطاء العمل الإنساني.
استنكر المعلمون السودانيون بشدة تصريحات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان خلال كلمته في مؤتمر الخدمة المدنية الذي عُقد في مدينة بورتسودان يوم الثلاثاء.
أوضحت لجنة المعلمين السودانيين، في بيان تم الاطلاع عليه من قبل “راديو دبنقا”، أن ممارسة العمل المدني تعتبر حقاً تكفله جميع المواثيق الدولية وقد نصت عليه القوانين المحلية، بما في ذلك الوثيقة الدستورية التي تمثل رمز ثورة ديسمبر.
أوضحت أن محاولة استغلال واقع الحرب لتعزيز ديكتاتورية صارمة تعتبر محاولة فاشلة، وستؤدي إلى مزيد من الخراب والدمار، وتفكيك نسيج المجتمع.
أعلنت تنسيقية لجان مقاومة كرري رفضها الكامل لخطاب البرهان، واعتبرت في بيان اطلع عليه راديو دبنقا أنه إعلان حرب على جوهر الثورة، وتأكيد لمحاولات عسكرة الدولة وقمع الإرادة الشعبية.
أكدت التنسيقية في بيان اطلعت عليه “راديو دبنقا” أن الثورة لا تُقتصر على قوى سياسية معينة، ولا تُختزل في الحملات الإعلامية السلبية، مشيرة إلى أن الثوار خرجوا من أجل الوطن وليس من أجل حزب. وأوضحت أن حمل السلاح إلى جانب القوات المسلحة يأتي في سياق الدفاع عن الأرض والشرف.
أشارت التنسيقية إلى أن اللساتك ليست مجرد وسائل للاحتجاج، بل هي رمز دولي للمقاومة المدنية والسياسية، حيث استخدمتها شعوب العالم خلال لحظات الرفض الجماهيري. وأكدت أن لا أحد يمكنه إلغاء وسائل شعوبها، ولا الحق في تشويه رموزها، ولا تحويل الثورة إلى مسألة إدارية يتم التعامل معها من خلال خطابات مهترئة.
اعتبرت لجان مقاومة السودان والقوى الموقعة على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، في بيان نشره “راديو دبنقا”، أن خطاب البرهان يهدف إلى طمس ذاكرة ثورة ديسمبر المجيدة وإرجاع الأمور إلى الوراء، في محاولة لترهيب الثوار وتعزيز الاستبداد والطغيان بالقوة العسكرية.
أوضحت أن الخطاب يأتي ضمن جهود عسكرة الحياة المدنية والسياسية بهدف تعزيز السلطة الحالية وتأكيد شرعيتها، في ظل المخاوف من حراك الجماهير والثوار في فترة ما بعد الحرب. كما أشارت إلى الجهود المبذولة لصنع وفرض بدائل أساسية في مجالات العمل والسكن، من خلال ملئها بأفراد من النظام السابق وأنصار السلطة الحالية، بهدف خلق القبول والشرعية اللازمتين لاستمرارها كسلطة دائمة.
وأكدت على أن أسلحة الاحتجاجات والعصيان المدني ستبقى مستمرة، وأنه لا يوجد مجال لعسكرة الحياة المدنية والسياسية. وأضافت: “لا شرعية للسلاح إلا السلاح الذي يحمي ويحافظ ولا يضطهد، سلاح الحماية لا الوصايا”.
دعت إلى استخدام خطاب البرهان كوسيلة لإعادة ترتيب الصفوف، وتعبئة وتوعية الجماهير، وتسريع النشاط الثوري من أجل إنهاء الحرب لمصلحة الشعب السوداني، واستعادة مسار الثورة، وبناء سلطة الشعب.
قال نور الدين بابكر، المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني، إن تصريحات البرهان تعكس أن الحرب الحالية تدور حول السلطة. وأشار في تغريدة على منصة إكس إلى أن البرهان لا يخاف من السلاح، بل يخشى من صوت الشعب وثورة ديسمبر وشعاراتها، ولذلك يسعى لتقويض وسائل المقاومة السلمية.
في نفس السياق، اعتبر عروة الصادق، القيادي في حزب الأمة القومي، أن تصريحات البرهان تمثل محاولة للتودد للحزب المحلول، ورآها إساءة لأسس الثورة السودانية. وأكد أن الحرب الحالية تهدف إلى سحق الثورة.
من جهته، ذكر أسامة سعيد، القيادي في الجبهة الثورية، أن تمجيد الاستخدام العسكري يعتبر سقوطًا أخلاقيًا لا يليق إلا بالقتلة والديكتاتوريين.