تقنيةقراءات

ميرغني أبشر: هل يقرأ فيسبوك أفكارنا؟ واجهات الدماغ – الآلة تفتح باب الاحتمالات!

سودان ستار

هل يقرأ فيسبوك أفكارنا؟ واجهات الدماغ – الآلة تفتح باب الاحتمالات!

 

لاحظ كثير من الناس مؤخراً أن بعض الإعلانات أو المحتوى الرقمي الذي يصادفونه على مواقع التواصل يبدو وكأنه مرتبط بما فكّروا فيه أو تحدثوا عنه في محادثات خاصة، دون أن يبحثوا عنه مباشرة. هذه الظاهرة أثارت كثيراً من التساؤلات، ودفعت البعض لاتهام شركات التكنولوجيا باستخدام تقنيات متقدمة لتحليل البيانات الشخصية، بل والتجسس على المستخدمين.

لكن هذا الاتهام لا يبدو كافياً لتفسير ما يحدث. فالمسألة لا تتوقف على استهداف إعلاني ذكي فحسب، بل تشمل مواقف لافتة؛ كأن يظهر لك حساب شخص تحدثت عنه للتوّ، ضمن قائمة “أشخاص قد تعرفهم” على فيسبوك. هذا يدفع البعض لاستبعاد فرضية تحليل البيانات فقط، ويدفعنا لطرح سؤال أكثر عمقاً: هل من تفسير علمي آخر ممكن؟

الجواب، عندي، هو نعم. هناك احتمال مقلق يتمثل في استخدام تقنيات واجهات الدماغ-الآلة (Brain-Computer Interfaces – BCIs)، وهي تقنيات قادرة على قراءة الإشارات العصبية والتعامل مع بيانات دماغية دقيقة تعكس أفكار ومشاعر الإنسان.

هذه البيانات فائقة الحساسية، وتسربها – أو استخدامها دون علم المستخدم – يطرح إشكاليات خطيرة تتعلق بالخصوصية والأخلاق. ورغم أنه لا توجد حتى الآن دلائل قاطعة على أن شركات التكنولوجيا تستخدم هذه التقنيات تجارياً أو سراً، إلا أن المؤشرات المتكررة تستدعي الانتباه، وتفتح باب الشك المشروع.

واجهات الدماغ-الآلة ليست من نسج الخيال العلمي، بل حققت تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة، خصوصاً في مجالات طبية وعلاجية. تُستخدم هذه التقنيات لمساعدة المصابين بالشلل أو التصلب الجانبي الضموري (ALS) في التواصل، من خلال ترجمة إشارات الدماغ إلى نصوص أو كلام منطوق. كما يجري تطوير أطراف صناعية ذكية تُتحكَّم بها مباشرة عبر إشارات الدماغ، ما يمنح المستخدمين قدرات حركية أقرب للطبيعية.

ورغم أن هذه الاستخدامات تبدو نبيلة، فإن التقنية ذاتها يمكن أن تكون سلاحاً ذو حدين. فماذا لو تجاوز استخدامها المجال العلاجي لتتسلل إلى حياتنا الرقمية دون علمنا؟

ختاماً، لا نملك اليوم دليلاً مادياً يثبت أن واجهات الدماغ-الآلة تُستخدم سراً في تطبيقات تجارية أو للتجسس. لكن التقدم التكنولوجي السريع، وتجارب المستخدمين المريبة، تجعل هذا الاحتمال أقرب إلى أن يكون قضية المستقبل… وربما الحاضر أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى