شعرمنوعات

مازن بيتر – مناجاة

سودان ستار

مناجاة

أيها الحرفُ

أيتها الكلِماتُ التي لا تجئ

أبعثي قدراً

قمراً

شمساً

ووصايا أنبياء

وتعالي إليّ

لنرسِمُ الزمن المستحيلُ

تراباً

أشجاراً وارفةٌ ، خضرة

و نيلاً

ووطن

ونُغني لمرحلةً واحدة

أيتها الكلمة : وحدِك قادرة أن تبعثي فيّ الأمل

وحدِك قادرة أن تبعثي إليّ قارب النجاةُ ، وتبذرِ في نفسي الأحلامُ الورديةُ من جديد ، بأيامٌ مشرقة في ربوع هذا الوطن ، وطنٌ حرٌ عزيزٌ ، حين المنفّى

النفي من عبقُ المعرفة ، والحبُ الذي كان يفوح من قلبي ، وما أكاد أُخيرُ حتى يتشظى قلبي حيرةٌ وحزناً وآلاماً

حتى صرتُ أتساءل بمرارةٍ وسخريةُ وبحزنٍ متدفقٍ

لما الخيارُ ؟

من أين لي الإختيار ؟؟

وأنا الآن

أمام هذا الفراغ المريبَ

والسرابِ العجيب

وبعد صمت مريبِ

ليس لي الإختيار غيرِ هذا الطريقُ وهذا الوطنُ الذي لا يلين ،

ففي وطني

إن الظُلمِ

وإن الزُور

وإن البهتانُ

صوراً أخرى للإنسان

فإني شخصيةٌ حاضرةُ على هذا العصر المريض ، تتجسدُ في ذهني مآسي العصر ، يسحقني الإحساسِ بفقدِ

العدلِ

الأمنِ

السلام

وحتى أقنعُ نفسي بِفكرتي

رحتُ أُقيم الأدلة على ذلك من واقعُ نفسي والناس ، حيث يمرض الساسةُ والنخبة بالتُخمة ! ، ويموتُ الفقراءِ بالجوعِ !!!

مجدداً

صرت أتساءل

حسناً يا صديقي !!

حدقُ الآن وإِختر

على أي ركنِ يا صديقي تطل

في وطني

يفرحُ القتلةِ بجرائِمهُم التّي يرتكِبُونها في حقَ المستضعفينِ ! ، فلا تجدُ من يردعهُم ، ولا ضميرٌ يهتز في أعماقِهُم ، ليعِيدوا حساباتِهُم !!!

 

في وطني

يرقصُ القاتِلون على نغماتُ صِراخُ الضحايا ، وهُناك تتكوم أجسادُ من قتلوهُم كسقطِ المتاعُ !!!

 

في وطني

كلَ الملاجئ حشرجاتُ

أنين

ودماء !

وأغلب الموتى شباب

والجوعى من الصِغار والنِساء والشِياب!!!!

 

للعدوُ

الذي عاثَ في الأرضُ والإنسانُ فساداً ، و أهلكَ الزرعُ ، و الضرعُ ، وأباد كل ما يرمز للحياة

يا لعنة السودانُ على الساسة

وعلى من خدعوا الشعب وباعوا الأرض جهراً

ويلهُم

قد أغضبوا حتى السماءِ ، غدرهُم مُر

حُكمهم خيانةٌ وضُر

ويا حرب صبراً

هدمت بيوتنا المدافع المسعورة

وشتت جموعنا البنادق المأجورة

أصابع الأشبال من أبنائنا قد أصبحت مبتورة

والبعض من أطفالنا بطونهم مبقورة .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى