
مناجاة
أيها الحرفُ
أيتها الكلِماتُ التي لا تجئ
أبعثي قدراً
قمراً
شمساً
ووصايا أنبياء
وتعالي إليّ
لنرسِمُ الزمن المستحيلُ
تراباً
أشجاراً وارفةٌ ، خضرة
و نيلاً
ووطن
ونُغني لمرحلةً واحدة
أيتها الكلمة : وحدِك قادرة أن تبعثي فيّ الأمل
وحدِك قادرة أن تبعثي إليّ قارب النجاةُ ، وتبذرِ في نفسي الأحلامُ الورديةُ من جديد ، بأيامٌ مشرقة في ربوع هذا الوطن ، وطنٌ حرٌ عزيزٌ ، حين المنفّى
النفي من عبقُ المعرفة ، والحبُ الذي كان يفوح من قلبي ، وما أكاد أُخيرُ حتى يتشظى قلبي حيرةٌ وحزناً وآلاماً
حتى صرتُ أتساءل بمرارةٍ وسخريةُ وبحزنٍ متدفقٍ
لما الخيارُ ؟
من أين لي الإختيار ؟؟
وأنا الآن
أمام هذا الفراغ المريبَ
والسرابِ العجيب
وبعد صمت مريبِ
ليس لي الإختيار غيرِ هذا الطريقُ وهذا الوطنُ الذي لا يلين ،
ففي وطني
إن الظُلمِ
وإن الزُور
وإن البهتانُ
صوراً أخرى للإنسان
فإني شخصيةٌ حاضرةُ على هذا العصر المريض ، تتجسدُ في ذهني مآسي العصر ، يسحقني الإحساسِ بفقدِ
العدلِ
الأمنِ
السلام
وحتى أقنعُ نفسي بِفكرتي
رحتُ أُقيم الأدلة على ذلك من واقعُ نفسي والناس ، حيث يمرض الساسةُ والنخبة بالتُخمة ! ، ويموتُ الفقراءِ بالجوعِ !!!
مجدداً
صرت أتساءل
حسناً يا صديقي !!
حدقُ الآن وإِختر
على أي ركنِ يا صديقي تطل
في وطني
يفرحُ القتلةِ بجرائِمهُم التّي يرتكِبُونها في حقَ المستضعفينِ ! ، فلا تجدُ من يردعهُم ، ولا ضميرٌ يهتز في أعماقِهُم ، ليعِيدوا حساباتِهُم !!!
في وطني
يرقصُ القاتِلون على نغماتُ صِراخُ الضحايا ، وهُناك تتكوم أجسادُ من قتلوهُم كسقطِ المتاعُ !!!
في وطني
كلَ الملاجئ حشرجاتُ
أنين
ودماء !
وأغلب الموتى شباب
والجوعى من الصِغار والنِساء والشِياب!!!!
للعدوُ
الذي عاثَ في الأرضُ والإنسانُ فساداً ، و أهلكَ الزرعُ ، و الضرعُ ، وأباد كل ما يرمز للحياة
يا لعنة السودانُ على الساسة
وعلى من خدعوا الشعب وباعوا الأرض جهراً
ويلهُم
قد أغضبوا حتى السماءِ ، غدرهُم مُر
حُكمهم خيانةٌ وضُر
ويا حرب صبراً
هدمت بيوتنا المدافع المسعورة
وشتت جموعنا البنادق المأجورة
أصابع الأشبال من أبنائنا قد أصبحت مبتورة
والبعض من أطفالنا بطونهم مبقورة .