عمر ترتوري يكتب:كابلي لم يشهد الحرب لكنه غنّى لنا السلام

عبد الكريم الكابلي… سفير الإنسانية وصوت لا يرحل
____
إنه الفنان الكبير المثقف الواعى الراقي ، الشاعر الأديب والملحن والباحث فى التراث سفير الأنسانيه : عبد الكريم الكابلي ( ربي يرحمه )
عشقت كل أغانيه منذ الصغر ( وأنا درفون صغوير )
إستمع و إستمتع بأغنيته حبيبة عمري ومروي وكسلا وضنين الوعد وذلك عبر الراديو الناشونال الأسود الصغير الذى أهداه لي خالي الضابط يحيى وانا تلميذ فى الصف السادس إبتدائي .
الفنان عبد الكريم الكابلي من الناس الذين امتلأ حبهم وإعجابي بهم ، ولم تبقى لدي مساحة تسع أن أعبر عن حبي و إعجابي لهم ، فأقف محتاراً لست أدري ماذا اقول وبماذا أعبر خاصة حين يرحلون و من بين هؤلاء بالتأكيد فناني عبد الكريم الكابلي الذى عندما أسمعه يأتينى صوته الشجي الحلو، الندي، وسرعان ما يخرجني مما أنا غارق فيه من هموم الحياة فيدخلني في بهجه ونعيم وسرور ولو مؤقتاً .
الفنان عبد الكريم الكابلي له قدرات عظيمة على إخراج اللحون من أعماق وعيه الباطن بحساسية مترفة في إبداع الأنغام، جعلت منه مطرباً شاملاً وباحثاً في التراث لذلك هو :
كل يوم معانا و ما قادرين نقول ليك
انك في قلوبنا و كم نشتاق لي عينيك
انت قريب معانا
فيك سر الغرام عشناك بالاماني
و اهديناك أغاني تنبع من دمانا .
فناني الراقي عبد الكريم الكابلي صوته وألحانه بالنسبة لي، واحدة من أطواق النجاة من الفراغ وبالذات عندما أكون جالس لوحدي وليس لدى موضوع أكتب عنه فاستلقي على السرير وأسمع وإستمتع بالكابلي لأن أغانيه :
ترمز ليك دوام فيها زهور جنينة ..
الحمد لله أن المرحوم عبد الكريم الكابلي ذاك الفنان الحنون الذى أحب وطنه واحب الأمن والأمان لم يحضر هذه الحرب ولم يحضر هذا الوطن المدمر ولم يرى محبيه المكتظين باليأس والإحباط والمعاناة وخيبة الأمل من أي قادم يحترم رغبتها في الحياة.
إن الواقع المأساوي للحرب يا كابلي لم ولن يقتلنا بقدر ما قتل فينا كل المشاعر الإنسانية وروح الانتماء للآخر والرغبة في السلام لأن هذه الحرب أن جانبها الأسوأ أنها تجرد البشر من أخلاقهم ومثلهم وتنسيهم أنهم ذوو طبيعة إنسانية من شأنها الحب والإخاء والرحمة والفضيلة .
أتساءل ببراءة :
ماذا بعد أن يصير الوطن رمادا والمدن أطلالا والحياة كلها ثكنة عسكرية مخيفة !!!!؟ ثم ماذا بعد انتصار نشوة الموت على الحياة !!!!!!؟
رحم الله الفنان عبد الكريم الكابلي الذى رحل قبل الحرب.