
موت جديد
_____________
ينام كل ليل في باحة المنزل، صوت المسيرات لم يقلق مضجعه لأنه اصبح من المعتاد سماع أصوات المدافع والهاونات، يستيقظ مبكرًا ويحكي لهم عن المعاناة قبل النوم وفي الأحلام، في يوم اشرقت الشمس ولكنه لم يأتي لصوغ الحكايات، هرع الجميع إلى حيث ينام، لكنهم وجدوه لا يسعه الحكي وأن البارحة لم يسمع فيها أي صوت ينذره بموعد جديد من القصص
أنين مُعتبر..
_____________
صوت الرياح يضرب بقوة على باب وحدتي الخشبي، يجعله يئن أنين الشجر في الغابة، يرتعش بلذة عودة المطر، لينتصب استقبالًا للأمل، لكنه سرعان مابجثو مباغتًا ضجبج الذكريات، يغفو سعيدًا بألمه، ولايهمه الأغصان التي نبتت في الفناء من إثر رقصه الحزين!!
موت آخر ..
_____________
يقف خارجًا مرتعش الوجدان، يُطرق بقبضة يده، تهتز الجدران، يسود الصمت الأرجاء (صمت قلبه وتجمد الدم في عروقه) ، لا أحد يجيب، يعيد الطرق عدة مرات، لا أحد يجيب، يجثو علي ركبتيه، يلصق عينه اليسرى بكوة الباب، صرخة داوية تفتق أغشية السكون، تأتي الأصوات من الداخل البعيد، يقع مغشيًا عليه، أتى الكل لإستقباله، أخوته وأبيه وجيرانه، احتفوا به بحرارة الأشواق، تحدث إليهم عن مخاوفه طوال فترة غيابه والحرب تناوشهم وهو بعيد عنهم، ضحكوا جميعًا بصوت واحد، ثم ذهبوا إلى الشجرة االقائمة في الفناء الخلفي، كل واحد منهم يريد أن يفهم سر الغربة، إلا أمه كانت تعالج أثر الغياب في ملامحه، وتضمد جراح حزنه الغائرة، الثمار تسقط من أعلى الشجرة، فاغرة الفاه تسأل نفسها حتى بعد الموت الأم تزيل العناء عن إبنها؟! ينهض مجددًا ويجد نفسه محاطًا بأوراق الشجرة، لكن لم يجد الديار ولا الباب الذي كان يطرقه بشدة، تغير إحساس الحنين، في البعيد يلمح أمه تعد له الطعام في غبطة وسرور، يلوح بكلتا يديه.. يحبو ويحبو وهي تنادي !!