ثقافة وأدب

مازن بيتر – شجرة الرمان

سودان ستار

رمت بجسَدِها المُتعبُ على الجِدار .. قدماها ترتجِف لم تعُد تحمِلها .. رمت المِكنسة من يدُها .. تتحسّس ثدييها تغير شكلهُما .. وكبرت الرذيلة في بطنِها .. كانت لوحدُها كما كُلِ يوم الكُل مُنشغِل بالعمل خارِج الدار .. لم تكُن سِوىّ الجدران عوناً لها .. دُموعِها التي سالت على خديهّا مُتنفسِها الوحيد .. لن يطُول إخفاء ما أصابُها .. تِنتظرُ عودةِ أُمِها التي تُعيلُ العائلةِ ببيع الخُضرة .. كانت صدمة للأُم و هي تلطُم وجهِها وبِلا وعي تٌنهمِر الدماءِ مِن بين أصابِعُها .. هزها تمزيقُ عِباءة شرفِها و الحيرةُ الكبيرةُ كيف تُداري هذه المصيبةِ الكبيرةِ وتُخفِيها .. إنتظرت حلولِ الظلام ليُغطي أنظارِ الجيرانِ .. جمعت ما تِستطيع مِن قُوة و صبُر لتتسلل خِفيةُ مع إبنتها هاربةٌ إلى منطقةٍ ريفية بعيدةً عند أقاربها .. جلست بعد أن تمالكت قُواها تبحثُ عن حلٍ حِينها أشار عليها قريبها بأن تُزوجِها لرجلٌ يعرفه و سوف يقبلُ بِها على ما هي عليهِ لكِنه يُوصف بالبلاهةُ ..على مضض قبِلت بِهذا الحل .. و بعد زفافِها عادت إلى مدينتُها مرفوعةُ الرأسُ لتُخبر الجميع عن عُرس إبنتِها عند أقارِبِها .. نُفخت بطنِها وشعرت بإنتفاخ ثدييها وحانت لحظات خروج جنينها .. عادت إلى دار أُمِها ليكون موعد ولادتها في ذات الغرفة .كانت تصرخ مستغيثة لتعود الصور في ذاكرتها حين لمحت رجلاً يتسلق جدارِ البيت قُرب شجرةِ الرمان كانت تعرفه جيداُ ممن يعتاشون على سِرقة الآخرين و مُلاحقين مِن الدولة .. بعد أن حاولت معهُ جاهدة أن يُغادر و هو يعلم إنها لوحدها في البيت .. قفز إلى باحة البيت فتوسلت إليه و لم يكن يسمع حتى وصل بيديه إلى فمهِا ليُسكتها و يمنع صِراخها تمسكت بغصن شجرة الرُمان لكنها لم تُسعفها .. كانت ترفرف بين ذراعيه كطير مذبوح تحفر بِرِجليها التُراب مِن تحتِها لكِنهُ كان أقوى مِنها حتى تمكن من سحبِها إلى داخل البيت لتنهار مغشيٌ عليها و بعد أن فتحت عينيها وجدت نفسها عارية ورجليها ملطخة بالدم و يدها مُمُسِكة  بٍبقايا غُصن الرمان وهو يتمتع بأكل فاكهة الرُمان يسيل على فمه عصيرها الأحمر .. حانت اللحظة ومع صُراخاً كان قد تسلق الجٍدار مِن جديد يُمسك غصنِ شجرةِ الرُمان يستمع إلى صِراخها . تصرخ أحرِقوا شجرة الرُمان أحرقوها .. كانت تصرخ حتى شاركها جنينها صراخها وهدئ الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى