مقالات الرأي

رشا عوض تكتب: ١١ ابريل : ثورتنا وثورتهم…تغييرنا وتغيير صلاح قوش وعلي كرتي

سودان ستار

 

 

بعد ان اصبح البشير عبئا ثقيلا على نظام الحركة الاسلامية اسما الاجرامية فعلا، قرر النافذون في النظام التخلص من البشير وانتاج نسخة انقاذية جديدة .

هذا هو سبب قرار اللجنة الامنية الاطاحة بالبشير في ١١ ابريل، ثم استمرار ذات اللجنة الامنية في هندسة الملعب السياسي، ولكن اللجنة الامنية تفرقت ايدي سبأ بعد الاطاحة بعوض ابنعوف وتشكيل مجلس عسكري جديد استبعد كل اركان اللجنة الامنية وعلى رأسهم ( كمال عبد المعروف رئيس هيئة الاركان واهم شخصية للكيزان في الجيش ، وصلاح قوش مدير جهاز الامن وصاحب خطة فتح نفاج للثورة ثم اغلاقه بعد ان تتسلل عبره نسخة انقاذية جديدة بطلاء جديد لخداع الداخل والخارج وذلك عبر ” كلفتة انتخابات بسرعة” دون استيفاء شروط الانتخابات الحرة النزيهة وعلى رأسها تفكيك التمكين!

ما حدث ان ثورة الكيزان التي سقفها الاعلى هو الاطاحة بالبشير انهزمت ، وتقدمت ثورة اخرى! هي ثورتنا ! ثورة الشعب السوداني الذي خرجت جموعه بمئات الالاف في كل مدن السودان وكان سقفها الاطاحة بالبشير وبنظام الكيزان الفاسد المستبد الدموي الذي اتى بالبشير! وبهذا انهزم تغيير صلاح قوش ممثلا في طلاء النظام القديم وتقدم تغيير الثورة ممثلا في تفكيك النظام القديم وبناء نظام جديد!

كيف حدث ذلك؟ هناك تفاصيل كثيفة جدا وتغيرات دراماتيكية حدثت تحت عناوين: انقسام المنظومة الكيزانية على نفسها وعمليات البيع والشراء داخلها ، التدخلات المخابراتية الاقليمية الكثيفة التي اخترقت الاجهزة الامنية العسكرية الكيزانية المنخورة بسوس الفساد فانتهى الامر بعناصرها الى اسواق النخاسة المخابراتية اقليميا ودوليا، وعنوان رئيس اخر هو الاكثر اهمية ولكن لا يعترف به الكيزان مطلقا وهو الرفض الشعبي الكبير لنظامهم والرغبة الشعبية الحقيقية في التغيير استنادا الى تراكمات نضالية وتضحيات حقيقية بذلت طيلة عهدهم الذي ارتكب من الجرائم البشعة ما يكفي للثورة عليه واقتلاعه وهذا مربط الفرس.

لم ييأس التنظيم الامني العسكري الكيزاني بقيادة قوش وعلي كرتي واخرين من اعادة عقارب الساعة الى الوراء، فعمل بصورة منهجية على تسميم مناخ الثورة وتدمير الفترة الانتقالية بالانقلاب العسكري وكانت الضربة الاخيرة للثورة هي هذه الحرب! هل اصاب سهمهم هذه المرة؟

الحرب اكلت من لحم الثورة الميت ومن لحمها الحي وتحاول جاهدة القضاء على عقلها وقلبها نهائيا وهيهات !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى