مقالات الرأي

عمر ترتوري يكتب: النازحين والغلابة قالوها

سودان ستار

 

حين قلناها وكررناها مراراً وتكراراً لا للحرب نعلم علم اليقين أن الجيش والجيش الآخر الموازي كانت كل التوقعات تدل على انهم سيتحاربون وفى قلب الخرطوم لأن سماء الخرطوم الشاحبة كانت تنذر بأمطارٍ من أبابيل .
المواطن السودانى المغلوب على أمره لم يستشيروه لا فى الحرب ولا غيرها بل جالس كالطرطور يتجاهله أولئك المتحكمين فيه ومعلوم أنه لم يدخل في يوم من الأيام قائمة اهتمامات المتحكمين فيه ، ولا كان من ضمن أجندتها نهائياً .
لذلك استيقظ المواطن المسكين فجر يوم السبت المشؤوم من النوم كالعادة وهو بحمل معه همومه الصغيرة ، و مشاكله ( قفة الملاح ومصروفات المدارس وغبرها ) بالإضافه لخططه لمجابهة متطلبات الحياة البسيطة التي أصبحت مرهقة ومكلفة ومتعبة للغاية ، استيقظ على أصوات المدافع والدانات وازبز الطائرات فقالها مباشرة لا للحرب لأنه يعرف أن الحرب ليست نزهة، بل دمار وخراب وموت .
اتصل بي بالأمس أحد الأصدقاء فى كسلا وهو من نازحي الخرطوم وحالته تحنن العدو ، خيامهم دخلتها السيول والأمطار وأغراضهم تبعثرت هنا وهناك ، وجوعانبن فقال بصوت عالي وكأنه يهتف : لا وألف لا للحرب !!! ثم أعقبها بأنهم في ظل الظروف الحالية للأمطار، لا يستطيعون النوم ليلا أو الاستراحة خلال ساعات النهار داخل مسكنهم، بسبب ضيق المكان وازدحامه بعشرات الأسر التي تحاول النجاة من هطول الأمطار وما تُحدثه من أضرار وختم حديثه بـ : لا وألف لا للحرب!!
نعم لا للحرب هي موقف انساني نبيل حساس لمعاناة المواطنين الابرياء الذين يخسرون ارواحهم وعافية ابدانهم واموالهم وكرامتهم واعراضهم وتتدمر بلادهم .
ونحن هنا ندعو إلى وقف الحرب ولا نتردد أبدا في إدانة انتهاكات الدعم السريع الموثقة التي لا يرقى إليها شك ولكن لا بد من وقف الحرب .
أحلف جازماً إن هذه الحرب وصلت إلى نهايتها المنطقية، ولم يعد أمامنا سوى خيارين لا ثالث لهما ، فأما اتفاق لوقف إطلاق النار، يسبق حواراً سياسياً حول مستقبل البلاد، و أما الانهيار الشامل والدخول في متاهة لا يمكن التنبؤ بعمقها ولا احتمالات الخروج منها وربنا يستر .
دعونا نعيش بحياة سلام ومحبة .. ونقاتل الفقر والقهر والظلام بالأفكار والاجتهاد ولكي لا ننقاد الى مجتمعات متطرفة يذهب ضحيتها الانسان البريء فالنصرخ جميعا بصوت واحد لنقول :لا للحرب
ختاماً |
خوازيق البلد زادت
يفيض النيل .. نحيض نحن
يظل حال البلد .. واقف
تقع محنة….
ولا النيل القديم ياهو … ولا يانا
نعاين فى الجروف تِنهد .. ولا يانا
متين إيد الغُبُش تتمد
ولا قِدّام
تتِشْ عين الضلام بى الضو
تفرهِد شتلة لا هدّام
ولا فيضاً يفوت الحَد
عُقُب يا نيل تكون ياكا
ونكون أهل البلد بالجد ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى