منوعات

عمر ترتوري يكتب:يمر العيد وما تزال الحرب مستمرة

سودان ستار

 

جانا العيد الكبير وأظهرنا الفرح والسرور في العيد وضربنا الهم بالفرح وطردنا الخوف المخيِّم وابعدنا الحزن السرح ، لأن الفرح والسرور جائز بل شرعه الله تعالى لعباده، و جعل في هذه الأعياد شعائر دينية كصلاة العيد والخطبة والذبح، فلا بد من أن نعظم هذه الشعائر ونظهر الفرح بها لقول الله -تعالى: *ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)*

لذلك لبسنا اجمل الجلاليب والطواقى وتعطرنا وصلينا صلاة العيد وذبحنا وسلخنا وأكلنا المرارة النية والشية والسليقة بالكسرة والرغيف والكباب وشربنا الشربوت البارد واتونسنا شى فى الذكريات وشيئا من السياسة والعنوان كان هو هذه الحرب الملعونه التى لا بحبها ويشجعها إنسان عاقل لأنها بالفعل وقعت فهدمت البيوت، وقتلت الصغار قبل الكبار، و ذكرياتها هى الأسوأ في القلوب.

تبادلنا مقطع فيديو فيه امدرمان والخرطوم عبارة عن أطلال وإنه لمن المحزن أن نكتشف أن عاصمة بلادنا لم تعُد موجودة، لا شيء مما تبقّى فيها يدلّ على أنها هي الخرطوم، عروس النيلَين، بعبقها وأصالتها. وهي اليوم بعد حرب ومعارك لا تزال مُستعرة، يتعذّر التعرُّف عليها، حتى إنّ الكثير مِن معالمها الآثرية النادرة، تمّ تدميرها أو محوها بالكامل .

بالفعل اختفت بشكل كلي ملامح محال ومتاجر كثيرة في سوق أم درمان العريق والذي يقع وسط المدينة وكان يضج بالحياة والبضائع من مختلف الأصناف ويقصده عدد كبير من سكان العاصمة لتميزه ومزجه بين السلع التقليدية والحديثة علاوة على أسعاره المعقولة.

للأسف تحول السوق إلى ركام وتمت سرقته بالكامل و إحراق غالب المتاجر بعد نهبها بينما تأثرت أخرى بالقذائف المتساقطة وعندما يعود سكان الخرطوم وامدرمان إلى الديار سوف يتفاجؤُون ليس فقط بالدمار والنهب الذي طال بيوتهم، ولكن باختفاء معظم المعالم بما فيها الجامعات والشركات والمباني الحكومية التى أصبحت تحت الأنقاض.

بعد ان ضربنا الهم والحزن بالفرح المؤقت عدنا لحزننا والحزن لا يتخير الدمع ثياباً كي يسمى بالقواميس بكاء هو شيء يتعرى من فتات الروح

يعبر من نوافير الدم الكبري ويخرج من حدود المادة السوداء

الحزن فينا كائنُُ يمشي علي ساقين واا حزننا واا سوادنا ولكن هذه قدرة الخالق ونرضى بقدره .

ختاماً /

اسباب اساي وسر بكاي العيد يمر

للناس فرح ولى ترح من حالى كر

الناس تقوم تمرق تحوم قبل الفجر

بين هاش وباش انا دمعي راش لازم الصبر

الطير نضم رش النغم فوق التمر

جوفي اتحرق انا ما مرق حدى العصر

لى مافي زول يهدي ويقول ياخد الأجر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى