أحمد عبدالوهاب – من العائدين دار جدي
أتى العيد و حالنا كحال ابي تمام الذي يقول:
بالشام اهلي و بغداد الهوى و انا بالضفتين و بالفسطاط إخواني
من العايدين دار جدي
من العايدين خلوتنا تفقد راتب المهدي …
من العايدين يا أهلي و من أهوى
في حلفا و في كسلا
شواء العيد و لمة الصحبة
دعوات أُماتي
من العايدين و الخوف و الاحزان بساط في حوارينا
من العايدين والأحباب قد رحلوا…
من العايدين لا فرح و لا عرس يسلينا
أتى العيد لا عمار و فطومة
لا عيدية و لا حلوى و لا لبسة ….
من العايدين
و لا حمزة في خطبة العيد يشجينا و يتحفنا ويوعظنا ….
من العايدين و صوت المدفع يرعبنا و يفزعنا
طيران يضرب مدارسنا
و كلاب تسرق حلاوتنا
و تلبس ملابسنا و ترقد في اسرتنا…
من العايدين أشجار النيم اصفرت من فراق جلستنا
من العايدين رمال حلتنا
ضحكات جلستنا
من العايدين قهوتنا
من العايدين أراك حلتنا
من العايدين مدارسنا
ميادين الانس و الطرب صارت مقابر لموتانا
و بقايا المدفع المحروق
من العايدين زملائي في المكتب
لا منحة ولا صرفة و لا مرتب
من العايدين طلابي و مكتبتي
اوراقي و أقلامي التي حرقت
من العايدين لمن تقرع الاجراس؟
يا طلابي اصطفوا
اين نشيدنا الوطني؟
انشدوا الاشعار
ارسموا اللوحات
بلدي المجروح يا ولدي
نجحنا في تخلفنا
تخلفنا من تقدمنا
افعال ساستنا
هواة السلطة و الكرسي
سرقوا ثورة الأجيال التي حلمت
و صد في وجهها المدفع
من العايدين متى نرجع؟
سنرجع تاني مقرن النيلين و قبة المهدي
و الساحة الخضراء رياضتنا ..
و تصدح بلابلنا
رجعنالك رجعنالك
من العايدين يا بلدي
من العايدين دار جدي