اتابع المبدعين في كافة مجالات الابداع مثل كثيرين ولفتت نظري الاستاذة إنصاف فتحي باهتمامها المتواصل بالتنوع السوداني وتراث مختلف القوميات والقبائل السودانية ومحاولاتها الجيدة في الغناء والطرب والإبداع باللغات السودانية المختلفة، وامتد اهتمامها إلى دولة جنوب السودان، وهي بذلك تقوي وتحفز وتلهم الساعين للحفاظ على روابط الوطنية السودانية والذين يقفون ضد الذاكرة المثقوبة.
شاهدتها تقطع الفيافي لأنحاء مختلفة من السودان وتعمل على تطوير نفسها باستمرار وتتنقل بذوق وتطريب عالي وهي تقتفي آثر الفراشة في تناول الغناء قديمه وحديثة وبإيقاعات سودانية متنوعة من مختلف جغرافيا السودان وبإمكانيات صوتية وتطريب عاليين، ومن الواضح انها تمضي في اثر اصحاب المشاريع الإبداعية الكبيرة، خاصة ان حافظت على موقفها الوطني المنحاز لثورة ديسمبر وشعاراتها العظيمة في الحرية والسلام والعدالة والمواطنة، والوقوف ضد الحرب وخطاب الكراهية، وهذا طريق شاق ومعقد ووعر سيما ان الحياة الإبداعية في بلادنا تأثرت بعمق وطالها التخريب مثل غيرها نتيجة لفترات الشمولية المتطاولة والحرب والإحباط الذي يصاحبهما. لكن المبدعين السودانيين العظام من لدن خليل فرح ومحمد وردي ورفاقهم وهم كثر، كتبوا تاريخهم وإبداعهم بأحرف من نور على شرفات التاريخ، ان الفن الذي يبقى هو الفن الذي ينحاز للناس ويدعو للمحبة والخير والسلام ويحتفي بتنوع الثقافات ويجمع ولا يفرق، وهذا ما يحتاجه شعبنا وبلادنا وهي بين ان تكون او لا تكون.
اتمنى أن تأخذ الاستاذة المبدعة أنصاف فتحي نواصي مشروعها الإبداعي الراقي بقوة حتى يخلده الزمن والتاريخ ويرسخ في ذاكرة الناس داخل وخارج السودان.
المجد لروابط الوطنية السودانية
والمجد للسودان حراً طويل الباع لا يشترى ولا يباع.











