
تدهور أمني واتصالات مشلولة ونهب واسع يفاقم معاناة السكان والنازحين
شهدت مدينة المالحة شمال شرق الفاشر، على بُعد نحو 210 كيلومترات، غارات جوية مكثفة يُرجّح أن طائرات مسيّرة تابعة للجيش السوداني نفذتها، استهدفت مركزًا لصيانة المركبات القتالية يتبع قوات الدعم السريع. وتأتي هذه الهجمات وسط تصاعد خطير في التدهور الإنساني والأمني، خاصة مع فرض قيود شديدة على خدمات الاتصال والإنترنت في المدينة.
استهداف مباشر وتصاعد الدخان
بحسب مصادر محلية تحدثت إلى دارفور24، فإن الغارات استهدفت مركزًا عسكريًا للصيانة يقع قرب مباني المحلية، ما أدى إلى تصاعد كثيف لأعمدة الدخان في سماء المالحة، دون ورود معلومات مؤكدة حتى الآن حول حجم الخسائر البشرية أو المادية.
شلل في الاتصالات بعد حظر “ستارلينك”
أكد متطوع محلي أن قوات الدعم السريع فرضت حظرًا صارمًا على استخدام أجهزة “ستارلينك”، ما تسبب في شلل شبه تام في التواصل الإلكتروني داخل المدينة. وأوضح أن الجهاز الوحيد المتاح يُستخدم فقط في التحويلات البنكية عبر السوق المحلي. وقد دفع هذا الوضع بعض الأسر النازحة للعودة إلى المدينة رغم استمرار الانفلات الأمني وسوء الأوضاع المعيشية.
موجة سرقات ممنهجة ونهب للمنازل
قالت مواطنة تُدعى “ع. س” إن أحياء المالحة الشمالية والجنوبية تعرضت لعمليات نهب منظم، حيث استخدم مسلحون شاحنات كبيرة لنقل ممتلكات السكان، مضيفة أن بعض المنازل سُرقت بالكامل، بما في ذلك الأبواب والنوافذ والأسقف المعدنية (الزنك).
مأساة نازحين وتوقف الإمدادات
من جهة أخرى، حذر متطوعون من تدهور أوضاع مراكز الإيواء التي تضم مئات النازحين من كردفان ودارفور، فضلًا عن عشرات العالقين الذين تعذّر وصولهم إلى ليبيا بسبب تردي الوضع الأمني وتعليق الحركة التجارية. وأدى توقف الشاحنات القادمة من الدبة والكفرة إلى نقص حاد في المواد الغذائية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، لا سيما بعد تعرض السوق الكبير للنهب عقب سيطرة الدعم السريع على المدينة في مارس الماضي.
خلفية السيطرة والانفلات الأمني
تُعد المالحة موقعًا استراتيجيًا في شمال دارفور، وقد وقعت تحت سيطرة قوات الدعم السريع في مارس 2025 بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه من الحركات المسلحة. ومنذ ذلك الحين، تعيش المدينة في حالة من الانفلات الأمني والشلل الاقتصادي، ما يهدد حياة آلاف المدنيين والنازحين العالقين في قلب الأزمة المتفاقمة.