مقالات الرأي

عزيز الدودو يكتب: النظام الإيراني نمر من ورق 

سودان ستار

 

 

تبجيل بعض المُتأسلمين لإيران كـ”منقذ” من إسرائيل هو وَهْمٌ كبير، تكذّبه الحقائق على الأرض. فالصراع الأخير بين طهران وإسرائيل كشف هشاشة النظام الإيراني، الذي فشل في تقديم ردٍّ مماثل بعد ضربات إسرائيلية إستهدفت مواقع حيوية في قلب العاصمة طهران. لقد أثبتت الأحداث أن إيران “نمر من ورق”، عاجزة عن حماية نفسها، فكيف تكون درعاً للآخرين؟

 

الأمر الأكثر إيلاماً هو أن الشعب الإيراني هو الضحية الأولى لمغامرات نظام الملالي. فبدلاً من تطوير الإقتصاد وتحسين حياة المواطنين، يُهدر النظام موارد البلاد في صراعات خارجية لا تنتهي، من اليمن إلى سوريا ولبنان والعراق.

 

إن الحضارة الفارسية العريقة، التي أسهمت في تشكيل تاريخ المنطقة، لا تستحق أن تُحكم بيد جماعة متطرّفة تُقدّم الأيديولوجيا فوق مصالح الشعب، وتُحوّل الإيرانيين إلى رهائن في مشاريعها التوسعية.

 

لكن الخطر لا يقتصر على الداخل الإيراني، بل يمتد إلى جواره العربي. فإيران لا تتدخل عسكرياً فحسب، بل تعمل بلا كلل على تفكيك النسيج الاجتماعي للدول العربية عبر نشر الميليشيات الطائفية وغرس الأيديولوجية الثورية. بينما تُصوّر طهران نفسها كعدو لإسرائيل، فإن سجلها يظهر أنها ابتلعت أجزاءً من سوريا ولبنان واليمن والعراق، بل وسعت لإختراق دول الخليج. وفي المقابل، لا تملك إسرائيل، رغم عدوانيتها، القدرة أو الرغبة في “تهويد” العرب، كما تفعل إيران في تشييعها للمجتمعات.

 

والسودان ليس بمنأى عن هذا الخطر. فالدعم الإيراني للإنقلابيين عبر قيادات الإخوان المسلمين، بما في ذلك توريد أسلحة محظورة مثل الكيماوية، جعل البلاد ساحةً أخرى للصراع الإيراني الإقليمي. هذا التحالف الدموي يوضح أن إيران لا تبحث عن “مقاومة” بل عن توسيع النفوذ، حتى لو كان الثمن دمار الدول وتمزيق شعوبها.

 

اليوم، أمام الشعب الإيراني فرصة تاريخية لاستغلال تراجع هيبة النظام الإسلامي في إيران والتحرر من إستبداد الملالي. كما أن للعرب مصلحة حيوية في كبح التمدد الإيراني، ليس فقط لدوائر أمنية، بل لأن بقاء الهيمنة الإيرانية يعني المزيد من التفكك والتبعية والإنقسام الطائفي وسط الشعوب العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى