مقالات الرأي

رشا عوض تكتب: معسكر زمزم ومتلازمة البجاحة!

سودان ستار

 

نحن مع ضحايا معسكر زمزم قلبا وقالبا منذ ان كان جيشكم الهمام يحتضن موسى هلال ويمهد له بالطيران طريق المجازر الجماعية والتشريد واقتلاع السكان من اراضيهم، وهذا هو سبب وجود معسكر زمزم الذي لجأ اليه الضحايا فارين من بطش الجيش ومليشيا موسى هلال الذي كان مستشارا بدرجة وزير بديوان حكمكم الاتحادي !
نحن مع الضحايا منذ العقد الاول من الالفينات عندما كنتم تصادرون صحفنا وتمنعوننا من الكتابة لاننا دافعنا عن ضحايا
دارفور ورفعنا صوتنا عاليا بادانة الانتهاكات البشعة في حقهم عندما كان مهندسها علي عثمان محمد طه واخوانه في الامن الرسمي والشعبي وحينها كانت الابادة عبادة! والاغتصاب جهااد !والادانة خيانة!
حتى الد.عم السريع الذي تتهموننا زورا وبهتانا بموالاته لم ندخر ادانة لانتهاكاته منذ ايام حمميدتي حمايتي! ومنذ ان توجه برلمانكم جيشا موازيا ومنذ ان كان البرهان يقول ان الد.عم السريع خرج من رحم القوات المسلحة وهما على قلب رجل واحد! ومنذ ان كان ياسر العطا يؤدي في خشوع التحية العسكرية للفريق حمميدتي!
وحتى في هذه الحرب تشهد مقالاتنا بادانة انتهاكات الد.عم السريع وجرائمة البشعة في حق المواطنين الابرياء، والرفض الصارم لحكومته التي يعتزم تشكيلها ورفض سرديته للحرب ، ولكنكم تكذبون وتحصبوننا بحجارة بذاءاتكم القميئة زعما باننا صمتنا عن انتهاكات الد.عم السريع الذي صنعتموه انتم خصيصا للانتهاكات ويالها من مسخرة!
وفي هذه الحرب انتم حلفاء لموسى هلال مؤسس الجنجويد وصاحب اسوأ سجل جرائم حرب وانتهاكات في دارفور وهو ايضا صنعتموه انتم خصيصا لذلك وشاركتموه الجرائم بايدي دفاعكم وامنكم الشعبي والرسمي وبايدي الجيش وطيرانه!
هل من مسخرة اكبر من ان يزايد امثالكم علينا نحن تحت عنوان ” عدم ادانة الانتهاكات ”
مشكلتكم مع كتاباتي المتواضعة يا كيزان ليست “عدم ادانة انتهاكات الد.عم السريع” فهذه كذبة لن يحولها التكرار الى حقيقة، بل مشكلتكم هي انني ادين هذه الانتهاكات مقرونة بجذورها واسبابها العميقة ، وفي سياق مشروع سياسي غايته السلام والعدالة والحرية ووسائله في ذلك تحرير الشعب السوداني من قبضة التنظيم الذي صنع الججنجويد في الماضي واثناء هذه الحرب صنع جننجويد المستقبل !
مشكلتكم مع كتاباتي انها لم ولن تنخرط في حفلات “الردحي” و”حلبات الزار السياسي” التي هدفها غسيل ادمغة السودانيين واعادة صياغة ذاكرتهم بحيث يبدأ تاريخ السودان لديهم يوم ١٥ ابريل ٢٠٢٣ بهبوط كائن اسطوري من الفضاء اسمه مليشيا الجننجويد او مليشيا الد.عم السريع، هذا الكائن حل على السودان دون مقدمات، لا توجد جهة سياسية تسببت في وجوده! وليست له شجرة نسب سياسي وعسكري مغروسة في تربة نظام بعينه هو المسؤول عن غرسها وسقايتها وتبعا لذلك هو المسؤول الاول من ثمارها المرة وعلى رأسها الانتهكات! يجب ان نردد ببلاهة وصفاقة ان الد.عم السريع ظهر هكذا … out of the blue هكذا وجدناه امامنا يقتل وينهب ويغتصب وتحالفت معه قحت وكانت له عونا وهي التي تتحمل مسؤوليته بالكامل وحدها لا شريك لها! ولذلك واجب السودانيين ينحصر في رجم هذا الكائن الاسطوري ليس وحده بل رجم حليفه المزعوم قحت!! اللعنة دائما يجب ان تكون مزدوجة للمليشيا وقحت وقحت بالمناسبة ليست فقط قوى الحرية والتغيير بل تشمل كل رافض لسردية الكيزان عن الحرب وكل سوداني مناصر للسلام ومنحاز للثورة وله من التفكير الناضج ما يعصمه من التضليل وغسيل المخ! كل هؤلاء يجب كنسهم من السودان واقتلاعهم منه نهائيا وهؤلاء بالذات لا هامش تسامح معهم ! التسامح يمكن ان يسع الجنجوويد انفسهم لو تم ترويضهم ولكن القوى المدنية الديمقراطية وحدها من تستحق الاستئصال في هذه الحرب: حرب عودة الكيزان الى السلطة ودفن الثورة ويالها من مسخرة !
وبهذا التدليس الارعن يتحول التنظيم الكيزاني الامني العسكري وهو اس البلاء في هذه البلاد الى منقذ ومهدي منتظر! التنظيم الارعن الذي اراد هذه الحرب مغسلة لادمغة السودانيين ومقصلة لاعدام وعيهم وذاكرتهم في سياق غسيل نفسه ليعود مجددا للانفراد بحكم السودان لحقبة ظلامية قادمة عنوانها ذبح كل مختلف كالخروف وسط تكبيرات الغوغاء!
سيظل تيار السلام والحرية والعدالة ، تيار المشروع الديمقراطي المستقل عن كافة اطراف الحرب ، التيار المضاد للتدليس الارعن وغسل الادمغة ومحو الذاكرة الجماعية لتتويج القتلة صناع المليشيات ابطالا، سيظل هذا التيار عصيا على الابتزاز مهما علت اصوات السفلة بالتخوين والتجريم.
صحيح هناك من خضع للابتزاز خوفا او طمعا او غفلة، وابتسم الحظ للكيزان فوجدوا من يغسلهم بالمجان من وزر هذه الحرب، وبدلا من ان يحمدوا الله على هذه النعمة يطمعون في المزيد من المغفلين!
ارجو ان يعلم الكيزان، الظاهر منهم والمستتر ان الحظ لن يبتسم لكم ابدا في كتاباتي ، لن تجدوا فيها ما يخدم مشروعكم التضليلي خلال حربكم هذه وقوامه ان تاريخ السودان بدأ في ١٥ ابريل ٢٠٢٣.
سأدين انتهاكات الد.عم السريع على طريقتي لا طريقتكم انتم فأنا ذات الموقف الاصيل في ادانة انتهاكات حقوق الانسان وانا المؤهلة لتدريسكم في هذا المجال يا اصحاب بيوت الاشباح وصناع المليشيات ومرتكبي المجازر الجماعية !

رشا عوض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى