سلافة أبو ضفيرة تكتب: المنطقة العربية ومساهماتها في تقسيم السودان على أساس العروبة والدين
سودان ستار

بقلم: سلافة أبو ضفيرة
الناظر لتبدل مواقف الدول العربية تجاه ملف الحرب في السودان وانحيازها التام للجيش وكتائب الدواعش الإخوانية يدرك أن الدول العربية أحالت صراع السودان لصراع خاص بالهوية، وبأن القبائل السودانية المتمسكة بوهم العروبة في السودان تمثل العمق الإستراتيجي لهذه الدول التي لن تتخلى عن السودان صاحب الهوية العروبية الإسلامية كما طرحته الحركة الإسلامية في منفستو التأسيس الذي قامت عليه منذ نشأتها في السودان.
والناظر لعراب الحركة الإسلامية الراحل د. حسن الترابي يجد أنه عروبي إسلامي، وهذا التوجه نابع من صراعه مع الغرب المهيمن، وهو كان ينظر لهذا الصراع نظرة المفكرين وليس نظرة العنصريين كما هو شائع لدى كوادر التنظيم الإسلامي علي عثمان وعلي كرتي وتابعيهم في السودان. فالتنظيم الإسلامي بعد المفاضلة أصبح تنظيماً عروبياً عنصرياً فصل الجنوب بذات المنهجية، ويسعى الآن لتقسيم دارفور بذات الأدوات، وربما يوافقه العالم العربي على ذلك، وهو ما جعل الكل يتساءل عن انحياز القنوات العربية للجيش ودعمها الواضح له. وهو، حسب تحليلي، انحياز ساهم في استمرار أمد الحرب وسيساهم في تقسيم السودان عبر الخطاب الذي تبثه هذه القنوات العروبية.
الشرق الأوسط في تركيبته الجيوسياسية فقد العراق عبر تدخل إيران، وفقد اليمن، وفقد قطاع غزة بسبب الحرب مع إسرائيل، وربما سيفقد السودان إذا تفوق العنصر الأفريقي على العنصر المسمى بالعربي، وهي قبائل أحكمت قبضتها على القرار السياسي والعسكري، ولن يتخلى حلفاء المنطقة عنها في هذه اللحظة، ولن يدعموا منهج الحركة الشعبية شمال، ومنهج الحلفاء في تأسيس من دعم سريع وحركات مسلحة ومدنيين مؤمنين بفكرة الديمقراطية والعدالة بدون تمييز.
بالنسبة للعنصر العربي في دارفور، فالعالم الإسلامي العروبي يتعامل معهم (كعُزّب غرابة) أيضاً، وهي نظرة الحركة الإسلامية وبعض القوى المدنية المتحالفة معها سراً وعلانية. والناظر للصراع في دارفور الآن سيجد أنه صراع قبلي بامتياز، وهو صراع خارج إطار الدولة بمفهومها المعروف، ولن يستطيع الجيش والأحزاب حسم هذا الصراع لصالح القبائل الأفريقية في دارفور، لأنهم لن يستطيعوا ضمها للحلف العروبي الإسلامي الذي تبلور خلال سنوات الحرب لصالح قبائل الشمال التي تدعم الجيش وتقاتل معه.
وسيكون الخاسر الأكبر في هذا الصراع العروبي البحت هم القبائل الأفريقية في دارفور، مثلاً المساليت والزغاوة، الذين لم يستطع طيران الجيش التدخل من أجلهم لأنهم لا يمثلون أي عمق استراتيجي للدول في المنطقة العربية. ومن ظن أن الصراع في دارفور هو صراع أحلاف ستنصر مع بعضها البعض وتؤازر بعضها البعض وتحرك الجيوش غرباً لنصرة الفاشر فهو واهم. وكما سكت العرب عن مجازر البشير والحركة الإسلامية في دارفور إبان الإبادة الجماعية، سيسكتون الآن عن الصراع في دارفور، وسيحاولون استضافة قيادات تأسيس في هذه الشاشات التلفزيونية كنوع من ذر الرماد في العيون للتقليل من شأنهم وضربهم مع أبناء جلدتهم من القبائل الأفريقية المختلفين معهم، وما لقاء السيد عبد الواحد نور والسيد عبد العزيز الحلو ببعيد.
أنا كسودانية مؤمنة بالشعب السوداني، متصل غير منفصل لا وجدانياً ولا سياسياً، أدعو الجميع للحفاظ على أهلهم وبلدهم من شر الفرقة والشتات والتقسيم. ومن يذبح العنصر الأفريقي في مناطق سيطرة الجيش يعلم تماماً ماذا يفعل وبمباركة الجميع.