أشرف غازي: إلى ثورة ديسمبر المجيدة “أظِنك عِرفتي”

أظِنك عِرفتي عواصفك مَهبي
جائت ثورة ديسمبر المجيدة كثمرة لشوط طويل من النضال الذي دفعه طلائع الثوار السودانيين، ثم وحِدة الشعور بالظُلم جمعت كل أطياف الشعب و كانت الثورة نبيلة مثل النيل الذي يحمل بداخِله حياة متنوعة شديدة التنوع ففيه الكنوز و فيه الدَفيس و فيه “الطَرورة”.
أباري في خَيالك يِسوقني و يودي
حملت الثورة جميع من تعلق بها من السودانيين من حيث هم سودانيين بُكل نُبل و دون تصنيف و دون تمييز لم ترفض أحد!! ومن هُنا تسلل الذين يحاولون قتلها كُلما حل الظلام و “أظنِك عِرفتي”!!.
و نهرِك يعدي و يجهل مصبي
إنفجرت ثورة ديسمبر المجيدة بصورة عنيدة حازمة أمرها بإسقاط الظُلم، لايتسربها في ذلك شك، فُكنا نرى نجاحها في كل موكب، و كُنا نلامس نجاحها عند ملامسة كل ترس، و كُنا نشمُ عبيرها مع رائحة البمبان و كُنا نسمع صوتها مع أصوات القنابل الصوتية و زخات الرصاص، كُنا نحلم بالسودان.
بديتك خواطِر بتصحى و تساور
مثل القصص الأسطورية اليونانية رفعت الثورة شعاراتها بكامل البهاء ثُم أنزلتها في واقع الناس فكان التفاعل المُدهِش بين الثوار و المواطنين في الشوارع و الأسواق و البيوت! و بكل جسارة أسقطت الثورة أبشع دكتاتورية أفريقية، ثم جسدت شعاراتها في أرض الإعتصام كمدينة أفلاطون الفاضلة.
وطيفِك يِزاور و رُوحك تحاور
أرض الإعتصام تلك المدينة الفاضلة “عندك خُت ما عندك شيل” كأنه بريق عابر للزمن من سودان المستقبل فتحققت في أرض الإعتصام القيم الأخلاقية و قدمت فيه الثورة نموذج إشتراكي نافس أفكار روبرت أوين الإنجليزي و نموذج ديموقراطي نافس أفكار بركليس الأثيني.
تجيبني في زمانك موشح أساور
إمتحان الثورة الحقيقي هو محاولة تحقيق قيم أرض الإعتصام و فرد تلك التجربة الإنسانية المتكاملة في كل السودان، فيا له من إمتحان! و يا لها من ثورة! و أقول بس نسيتِك و جُرحك يتاور!.
مُسِرج خيالك حُصاني القبيل مِعربد غبارو و خلَّ الصهيل
الطريق شاق و طويل و حظ كل مؤمن بثورة ديسمبر المجيدة هو تقديم ما يستطيع و “كُل نملة بي قرصتها”.
أظنِك عرفتي هموم الرحيل
الآن و بعد تمايز الصفوف فإن المرحلة الثانية أكثر وضوح في أطرافها و أكثر صعوبة في أهدافها.