
في الذكرى السادسة لمواكب 30 يونيو: التيار الثوري الديمقراطي يجدد دعوته لإنهاء الحرب واستعادة المسار المدني
أصدرت الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي بيانًا بمناسبة الذكرى السادسة لمواكب 30 يونيو 2019، أكدت فيه أن الصراع المسلح الدائر حاليًا يُعد امتدادًا لانقلاب 25 أكتوبر 2021، ومحاولة واضحة لإجهاض ثورة ديسمبر المجيدة. وألقى البيان، الموقّع من قبل الناطق الرسمي نزار يوسف، باللائمة على الحركة الإسلامية وكتائبها المسلحة، متهمًا إياها بدفع البلاد نحو الانهيار عبر “السلاح والإرهاب”.
استهداف ممنهج وجرائم ضد الإنسانية
وصف التيار الثوري الحملة العسكرية الجارية بأنها تمارس “تدميرًا منظمًا للنسيج الاجتماعي وتجويعًا ممنهجًا للمواطنين”، معتبرًا أن هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب تتطلب تحركًا سياسيًا وشعبيًا واسعًا لكشف هذه الانتهاكات وتوثيقها. وذكّر البيان بأن مواكب 30 يونيو 2019 مثّلت رفضًا شعبيًا واسعًا لمجزرة فض الاعتصام، وتمسكًا بشعارات الثورة: “الحرية، السلام، والعدالة”، مؤكّدًا أن ما يحدث الآن لا يقل فظاعة عن انتهاكات الماضي، بل يفوقها من حيث الانتشار الجغرافي والبشاعة.
دعوة لتوحيد القوى المدنية
دعت الحركة إلى تأسيس جبهة مدنية موحّدة تضم جميع مكونات الثورة المدنية والسياسية والمجتمعية، بهدف الضغط على الأطراف المسلحة لوقف الحرب واستئناف المسار الديمقراطي. كما شددت على ضرورة التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية لحماية المدنيين، وتوثيق الانتهاكات، مع التأكيد على أولوية الإغاثة تحت شعار: “الإغاثة قبل السياسة”.
تصنيف الحركة الإسلامية كتنظيم إرهابي
طالبت الحركة بتصنيف الحركة الإسلامية السودانية وتنظيماتها المسلحة، وعلى رأسها “كتائب البراء”، كجماعات إرهابية. ودعت إلى إدراج المؤتمر الوطني – الذراع السياسي للحركة الإسلامية – ضمن لوائح الإرهاب، معتبرة أن هذا التصنيف ضروري لوقف مصادر تمويل وتسليح التطرف في البلاد.
رفض حكومتين موازيتين وتحذير من تشريع الحرب
حذرت الحركة من محاولات شرعنة الحرب عبر إنشاء حكومتين موازيتين: إحداهما في بورتسودان تحت إشراف الجيش، والأخرى في مناطق سيطرة الدعم السريع، ووصفت هذه الخطوة بأنها “مناورة تهدف إلى الالتفاف على مطلب إنهاء الحرب”. وأكدت في المقابل التزام تحالف “صمود المدني” بالحياد، ورفضه المشاركة في النزاع المسلح، مع التمسك بمطالب إنهاء الحرب وتحقيق السلام.
الإفراج عن المحتجزين والمفقودين
دعا البيان إلى الإفراج الفوري عن جميع الأسرى والمحتجزين، والسماح للعائلات بالبحث عن المفقودين، مشددًا على أن الضغط الشعبي والدولي يشكلان الوسيلة الأنجع لضمان احترام حقوق الإنسان ووقف سياسة الاعتقالات التعسفية.
ختام: طريق الاسترداد يبدأ بتوحيد الجهود
ومع تصاعد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية، شدد التيار الثوري على أن استعادة المسار المدني الديمقراطي تتطلب تضافر الجهود الشعبية والسياسية، إلى جانب تفعيل إجراءات عملية لحماية المدنيين، ومحاسبة المتورطين في الجرائم، والعمل على تأسيس دولة المواطنة القائمة على العدالة والحرية.