
الحوارات مع الاسلاميين : خيارات البصيرة أم حمد (3)
بعد الإفراج عن قادة الحرية و التغيير من المعتقلات بموجب اتفاق نوفمبر بين البرهان/ حمدوك ، وبعد تقديم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لاستقالته في ديسمبر ٢٠٢٢م ، بدأت اتصالات بين الانقلاب و الحرية والتغيير بمبادرة من الدعم السريع ، وتطور التواصل لاحقا بسرعة ليضم من جانب الانقلاب الجيش و القوات المسلحة معا ، وهو التواصل الذي اثمر لاحقا مبادرة بعثة الأمم المتحدة بالسودان ودعمها الاتحاد الأفريقي، المملكة العربية السعودية، الإمارات و الولايات المتحدة .
تمت الموافقة بصورة مبدئية على الحل التفاوضي بين قيادة الانقلاب و الحرية و التغيير للازمة الناتجة على الانقلاب ، وعلى الرغم من ان الفكرة نفسها كانت محفوفة بالمخاطر بسبب عدم الثقة في نوايا الطرف الآخر، عدم تحمس الشارع للتفاوض الي جانب ان الحرية والتغيير نفسها لم تعد بذات القوة و التفويض مثلما كانت في ٢٠١٩م . لم تكن الفكرة نفسها مقبولة لدى الاسلاميين و بعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا مثل حركة مناوي و حركة جبريل ، وعلى الرغم من عدم ظهور الاسلاميين بصورة علنية فقد تم استخدام الكتلة الديمقراطية المكونة من بعض حركات جوبا الموقعة على السلام و بعض الواجهات السياسية و الافراد لعرقلة العملية السياسية، كما تم استخدام أجهزة العدالة من أجل إغلاق هذا الباب بإعادة قادة بارزين من الحرية و التغيير للسجون بموجب دعاوي جنائية زائفة .
نواصل